ما تمتلكه سورية من تراث إنساني متراكم عبر آلاف السنين، كفيل بتحديد معالم الهوية السورية العربية المتميزة بنطاقها الجغرافي والتاريخي، وفي إطار الحفاظ على هذا التراث الشعبي وحمايته ودعمه كدراسة أكاديمية وبحثية معاصرة أكد المشاركون اليوم في الندوة السنوية الثالثة للتراث الشعبي والحياة المعاصرة التي اقيمت في كلية الآداب بجامعة دمشق على دور الجامعة في حماية وصون الانثربولوجيا الثقافية ودور التراث الشعبي في التنمية والانتماء وتجديد الهوية والمحافظة على المجتمع، فتناولوا دور التراث الشعبي في تعزيز المصالحة الوطنية والإرث الأخلاقي الوطني ودوره في التماسك الاجتماعي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، في إشارة إلى ما تمتلكه سورية من مواقع أثرية وحضارية ولغات قديمة وأيقونات تراثية، وتراث موسيقي وفني شعبي وصولاً إلى التراث الأدبي في الدراسات المعاصرة. ودور الإعلام في الحفاظ على التراث المهني بين الماضي والحاضر.
واعتبر الدكتور محمد ماهر قباقيبي أن إحياء التراث السوري جزء من الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على الهوية السورية، والحفاظ على تراثنا من الاندثار والضياع يقع ضمن أولوياتنا الوطنية، وأوضحت عميدة كلية الآداب بجامعة دمشق الدكتورة فاتنة الشعال أن الاهتمام بالتراث والمحافظة عليه يعتبر مسؤولية المجتمع بكافة شرائحه وذلك عن طريق إعادة صياغته وتطويره من خلال إقامة معارض محلية للترويج لهذا الفن الأصيل، أما الدكتورة كاميليا أبو جبل استاذة في قسم التاريخ بجامعة دمشق فتحدثت عن الانتهاكات الاسرائيلية لأثار الجولان المحتل ومحاولات تشويه الإرث الحضاري العربي، مشيرة إلى القرى السورية التي دمرتها إسرائيل وأقامت مكانها مستعمرات بأسماء عبرية، والتي وصل عددها إلى 244 قرية ومزرعة بهدف اخفاء أي دلائل تشير إلى وجود سكان عرب في هذه المناطق ، وإلى ما تعمل عليه سلطة الآثار اليهودية مع جيش الاحتلال من مسوحات تسعى من ورائها لطمس المعالم السورية العربية من الجولان.
وعرض الدكتور أسعد مللي رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق ما تمتلكه سورية من مواقع حضارية وأثرية تعود إلى عشرة آلاف سنة مثل أيبلا وماري، مبيناً أنه ليس من باب المصادفة أن تعلن اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ستة مواقع من أصل 46 موقعاً أثرياً في سورية لتكون ذات قيمة عالمية استثنائية وبنفس الوقت كيف يتقصد رعاة الحرب على سورية تخريب ونهب وتدمير التراث والحضارة.
رافق جلسات الندوة تراثاً موسيقياً وغنائياً شعبياً، بالإضافة لمعرض للمهن والحرف اليدوية.
الثورة – ميساء الجردي
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942