فوترة الجشع..

مرة تلو المرة يعيد المضاربون محاولاتهم في رفع سعر الدولار وأذية الليرة السورية، وهم في ذلك ينجحون مرة ويخفقون أخرى، ولكنهم في كل الأحوال لا يتمكنون من أذية المواطن في مدخراته، لأن المواطن الذي تنطبق عليه هذه الصفة ليس ذا مدخرات ينالها الأذى.
ولكن الأذية الحقيقية لم تعد موجهة للمواطن بشكل مباشر بل عبر مستلزمات يومه، وليس بيده بل بيد التاجر ومن خلفه البائع، فحتى اليوم لم تنجح أي محاولات (إن افترضنا فعلاً أنها جادة) في وضع حدٍّ لكثير من التجار وجشعهم واستغلالهم المواطن في تسعير المواد على أساس الدولار يومياً، رغم أن القاصي والداني بات يعرف أنها مكدسة في مستودعاتهم منذ أشهر وعلى أساس سعر صرف أقل من الحالي..
لم يعد واقع الحال مقبولاً، فالمهرب الخارج عن كل قوانين الأرض بات خائفاً، في حين ما زال المئات من حيتان التجار يسرحون ويمرحون رافلين في نِعَم جشعهم وضرائبهم التي تتكدس في جيوبهم غير آبهين بوزارة المالية.. فلا هم يسددون الضريبة الحقيقية ولا هي -على ما يبدو- تتخذ الإجراءات الحقيقية..
إن لم يكن من قدرة لدى كل جهة معنية وضع حد لهذا الجشع فلتكن الفوترة (أشجعهم) في ذلك، فهي الوسيلة الوحيدة لمعرفة مصدر المادة وثمنها الحقيقي، وفي ذلك مؤازرة لحملة الجمارك التي فرضتها الحكومة، تلافياً لنواح بعض التجار على (الظلم) الواقع عليهم، كما هي الوسيلة لتقرير ضريبة حقيقية على أساس سعر المبيع دون وجود أي دور لـ (تفهّم) محتمل من مراقب الدخل لهذا أو ذاك من المتخمين..
عذر هزيل كل من يقول بعدم ملاءمة الظروف الحالية لتطبيق الفوترة، لأن كل ما عداها يبدو أنه غير فعّال في تأمين السلعة بسعر منطقي للمواطن، فإما يرتدع بعض التجار ويبيعون بسعر مقبول الربح، أو تفرض عليهم ضريبة من سعر المبيع فترتفع إيرادات الخزينة العامة للدولة، وكله في النتيجة يصب في مصلحة المواطن زيادة في الخدمات أو سواها مما تراه الدولة مناسباً، ويغلب الظن أن السعر المعقول سيكون الخيار الأقوى نظراً لسلوك بعض التجار ولهاثهم خلف جني الأرباح.
الكنـــــز
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 7-4-2019
رقم العدد : 16950

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!