البارحة أتمتة الخبز واليوم توطينه، فأين يتجه هذا الرغيف؟
توطين الخبز يعني تحديد مخبز معتمد محدد تشتري منه، أي أنه نهائي وسيرافقك كما البطاقة، وهو مشروع تراه وزارة التجارة الداخلية مشروعاً ناضجاً.
أما على جانب الحقيقة الصرفة فالمسألة ليست كذلك، إذ أن هذا المشروع سيخلق أزمة حقيقية في الخبز لدى المواطنين من شأنها أن تتسبب بمزيد من المتاعب، فماذا عمن انتقل إلى حي أم منطقة جديدة.. إذ عليه والحال كذلك الانتقال إلى منطقته القديمة التي وطّن خبزه فيها لإحضاره ومن ثم العودة بتكاليف ليس لوزارة التموين ومشروعها صلة بها..!!
وماذا عمن سافر لزيارة أهله أو أي كان في محافظة أخرى إذ عليه أن يشتري الخبز الحر بتكلفة عالية وغير مقبولة، أو يمكن له تلافي هذه الخسارة بطرق أخرى..
ومثله حال الموظف الذي يقطن في ريف دمشق مثلاً ووظيفته في دمشق، فإن حاول الحصول على خبزه من دمشق، عصي عليه ذلك لأنه موطَّن في ريف دمشق.. وهكذا الحال في هذا المشروع حتى تتمكن العقليات من ابتداع طريقة جديدة لخدمة المواطن..
المسألة ليست معجزة ولامعضلة.. فما دامت مخصصات المواطن محددة ولقمته محسوبة بدقة، فلماذا لا تكون المسألة حرة في منافذ الحصول على الخبز من أي مدينة أو محافظة..
الكنز – مازن جلال خيربك