الثورة – راما نسريني:
شهدت مدينة حلب تغذية مستمرة للتيار الكهربائي، استمرت لمدة 48 ساعة متواصلة، لكل الأحياء على حد سواء من دون انقطاع.
الحدث الذي لم تشهده المدينة منذ 14 عاماً، وذلك في إطار تحسين خدمة الكهرباء في المدينة.

جاء ذلك بعد إعلان الشركة العامة للكهرباء في مدينة حلب، بحسب بيان نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأحد 12 من تشرين الأول، عن برنامج لتحديد ساعات التغذية في الأحياء، الذي لاقى استحساناً كبيراً من قبل السكان، وخاصة بعد أن تم الالتزام بالجدول في جميع الأحياء، ثم بدأ التحسن التدريجي، و بدأت ساعات التغذية بالازدياد، إلى أن شهدت المدينة يومي “اللاتقنين”.
الفرحة المنتظرة
في وسط الفرحة العارمة التي يعيشها سكان المدينة اليوم، ما زالت المخاوف موجودة، من فكرة أنها مرحلة مؤقتة ناتجة عن انخفاض الأحمال والاستهلاك، واعتدال الطقس، وأنه مع دخول الفصل الشتاء، واشتداد البرد القارس، قد تعود ساعات التقنين الطويلة لتسيطر على المشهد من جديد.
عمر السيد تحَدث لـ “الثورة”، عن اعتزامه إلغاء اشتراك “الأمبيرات” إذا استمر الحال على ما هو عليه، مشيراً إلى أن التحسن التدريجي الذي شهدته المدينة في الآونة الأخيرة، يؤكد على الاحتمالية الكبيرة لاستمرار التغذية لساعات طويلة حتى في فصل الشتاء.
ويأتي ذلك نتيجة لعمليات الصيانة المستمرة للمحطات والتأهيل الحاصل في الشبكة، التي تعطي أملاً كبيراً في عودة التيار الكهربائي بشكل كامل في المستقبل القريب، على حد تعبيره.
بينما أشار خليل وفائي أحد أصحاب المحال التجارية إلى أن الكهرباء تمثل عصب المدينة وشريانها، وأن عودتها ما هي إلا خطوة أولى في عودة الصناعة والمعامل للعمل، وبالتالي عودة الحياة للمدينة، التي دفعت ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية، وآن لها أن تعود لمكانتها الصناعية المرموقة.
على الصعيد الآخر
أوضحت وزارة الطاقة في بيانها الرسمي عبر وكالة سانا، أن التغذية المتواصلة لـ 48 ساعة لمحافظات عدة، ما هي إلا تقييم لقدرة الشبكة على تَحمّل الأحمال المتزايدة، واختبار جاهزيتها لمواجهة الطلب المستقبلي.
وأن القدرة التوليدية الحالية للشبكة، تتيح تأمين التغذية الكهربائية بمتوسط يصل إلى 14 ساعة يومياً.
وأكد البيان أن وزارة الطاقة، تضع ضمان استمرارية الكهرباء، وتحسين جودتها في مقدمة أولوياتها.
حاولت صحيفة الثورة، التوصل لمعلومات مؤكدة فيما يخص اعتماد جدول رسمي لأيام التغذية المتواصلة، لكن وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم نتمكن من الحصول على أي معلومة مؤكدة بهذا الخصوص.
بينما يرى خبراء، أن ارتفاع أسعار الكهرباء أسفر عن ترشيد الاستهلاك الكبير من قبل الأهالي، الأمر الذي ساهم في زيادة طبيعية لمخزون الكهرباء، ومنح الشركة القابلية لزيادة ساعات التغذية نظراً للمخزون الكبير الفائض.
لذلك ستبقى فرحة عودة الكهرباء محفوفة بالقلق حول مستقبلها المجهول، الذي ستكشف عنه أيام الشتاء القادمة، التي من شأنها أن تخبرنا عن مدى احتمالية عودة التيار الكهربائي لشوارع المدينة بالكامل، ومتى سيتمكن المواطن من القول “وداعاً للتقنين”.