الثورة – متابعة رانيا حكمت صقر:
في إطار التبادل الثقافي العربي والدولي، شاركت الكاتبة السورية أمل حورية، عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا ورئيسة مكتب مجلة “المعلم العربي” في اللاذقية، بمجموعة من مجموعاتها القصصية، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحد أهم ثلاثة معارض دولية للكتاب في العالم.
تتمتع مجموعات حورية القصصية بعناوين مؤثرة مثل “عندما تبكي الأنوثة”، “طحين الخلفاء”، و”ليلة سقوط المسؤول”، وقد أُعيدت طباعتها بالتعاون بين دار اللاذقية للنشر ودار الأرض الواسعة.
تعكس المجموعات القصصية تجارب إنسانية عميقة ورسائل موجهة إلى الضمير الإنساني، فتسلط الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، منها الصراعات المجتمعية والهموم الوطنية، والعلاقات الإنسانية المعقدة.

في حديثها لصحيفة “الثورة”، تعتبر أمل حورية أن مشاركة الأديب في معرض الشارقة فرصة ذهبية لتوسيع دائرة قراء أعماله من الإطار المحلي إلى مستوى الوطن العربي والعالم، خاصة في ظل مشاركة أكثر من 1400 دار نشر وحضور يتجاوز المليونين زائر، ما يوفر منصة مهمة للتعريف بالإبداعات الأدبية بأسعار مناسبة وبلغات مختلفة نحو 210 لغات.
تؤكد أمل حورية على أهمية الكلمة وتأثيرها في تغيير المفاهيم والعقول، معتبرة أن كل قصة تحمل رسالة تحرك المشاعر وتوقظ الضمير، كما تسعى لتطوير أسلوب السرد لمواكبة تطلعات القارئ الحديث، الذي يُفضل القصص المكثفة والمشحونة بالفنية والرسالة في آن معاً.
لطالما لامست أعمالها القصصية جوانب إنسانية تلامس الواقع الذي نعيشه.
تسلط إحدى قصصها، “أنت رجلنا”، الضوء على الأعباء الاجتماعية التقليدية المفروضة على الذكور منذ الطفولة، بينما تتناول قصة “جدتي العاشقة” موضوعاً غير مألوف عن إمكانية وقوع الجدة في الحب، وتُضفي أبعاداً إنسانية مليئة بالتحديات على القالب النمطي.
أما قصة “ليلة سقوط المسؤول”، فتكشف عن خيالها الاستشرافي وتطرح أسئلة ساخنة حول السلطة والحرية.
تعبر حورية عن التحديات التي تواجه الأدباء السوريين في ظل الظروف الاقتصادية وصعوبات النشر، مؤكدة ضرورة الاستمرار في الكتابة والإبداع رغم كل العراقيل.
كما أعربت عن أملها في أن تتحول ثقافة التسويق الأدبي في الوطن العربي لتواكب التجارب العالمية، داعية إلى دعم الإصدارات الجديدة أسوة برسوم حفلات الفنانين.
لفتت حورية إلى أن الأدب لا يُصنع من فراغ، بل هو رسالة نبيلة تهدف إلى بناء الإنسان المحب لوطنه، وتعزيز المحبة والوحدة بين أبناء وطنها سوريا بكل أطيافهم ودياناتهم، لتبقى سوريا مكاناً يشع بالأمل والتعايش والسلام في عصر جديد.