الثورة -ربا أحمد:
بدأت مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” عملياتها في ميناء طرطوس السوري، مع دخول قاطرة الميناء الجديدة “الفتح” الخدمة بعد أن تسلمت “موانئ دبي” رسمياً إدارة ميناء طرطوس من هيئة المنافذ البرية والبحرية السورية. الخطوة تمثل محطة رئيسية في إطار اتفاقية امتياز “دي بي ورلد” في ميناء طرطوس لمدة 30 عاماً، تشمل استثمارات بقيمة 800 مليون دولار .

سنوات ترهل..
عن أهمية هذا الاستثمار على الاقتصاد السوري عامة وعلى محافظة طرطوس خاصة، التقت صحيفة الثورة رئيس نقابة البحارة بطرطوس والخبير البحري محي الدين طعمة، الذي أكد أن ميناء طرطوس يعاني منذ زمن من ترهل بالمعدات اللوجستية وتقادم العمر الزمني للآليات، إضافة إلى عدم استثمار موقعه العالمي بالشكل الأمثل، نتيجة عدم عمق الأرصفة أو توسيع المرفأ وتزويده بتقنيات العصر الرقمي مع السنوات ، فكان أن تجاوزته موانئ بيروت ومرسين وغيرها من موانئ شرق المتوسط بمراحل كبيرة.
مضيفاً: إن الاتفاقية ستشمل تأهيل البنية التحتية من تحديث الأرصفة والمحطات، وتجهيزات المناولة لزيادة الكفاءة ورفع القدرة الاستيعابية وإنشاء مناطق صناعية ومناطق حرة، وموانئ جافة، ما يدعم التنويع الاقتصادي.
كما سيتم تزويده بنظام رقمي يسهل العمل ويوفر الوقت والجهد، وسيشكل الترانزيت قيمة مضافة، وستكون هناك محطات عبور في مناطق استراتيجية داخل سوريا.
فرص عمل متنوعة
وأشار إلى أن من أهم القطاعات المستفيدة هو العنصر البشري، حيث ستكون فرص العمل المباشرة وغير المباشرة كثيرة ومتنوعة، وأبناء طرطوس هم أهل البحر والموانئ ولهم خبرة وباع كبير بالعمل البحري، سواء كانوا عمالاً أم مكاتباً ووكالات بحرية ومهندسين وأصحاب بواخر وبحارة.
كما أن الحركة التجارية ستنشط من جديد وسيكون لأصحاب الشاحنات والآليات دور كبير في توظيف خبراتهم، إضافة إلى العوائد المالية على الناتج المحلي التي ستكون جيدة جداً .
باب للثقة والشركات

كما أوضح طعمة أن الحكومة السورية تعمل اليوم على إعادة الإعمار، والمرافئ هي عصب رئيسي، لذا يجب أن تكون البداية من خلالها، فهي ستعزز الثقة بالاقتصاد السوري وسيكون الميناء مركزاً لنقل البضائع اللازمة للشركات المستثمرة، وستفتح الباب من خلاله لخدمات الشركات العاملة بثقة تامة وتقنيات عالية توفر الوقت والجهد على تلك الشركات، إضافة إلى سهولة الاستيراد والتصدير والتعاون في تنفيذ اتفاقيات دولية لتأهيل البنى التحتية في سوريا والتي تحتاج لخطوط نقل آمنة كحال الموانئ.
ومن ناحية أخرى، أكد طعمة أن مجموعة موانئ دبي العالمية هي شركة ذات سمعة كبيرة واستثمارها لميناء طرطوس فرصة لزيادة الثقة بالاستثمار في سوريا.
ورسالة عن الأمان والاستقرار بالدرجة الكافية لحضور أهم الشركات العالمية، وهي نقطة مضيئة للمواقع الاستراتيجية على الأرض السورية التي تعد أرضاً خصبة للشركات الإقليمية والعالمية بتوفر الغاز في المتوسط والنفط في المناطق الشرقية، والتطوير العقاري في المناطق المهدمة، والسياحة في البحر والجبل وغيره الكثير، ولاسيما بعد سنوات من الحرب والدمار.
ولفت إلى أن هذا الاستثمار سيرفع القيمة السوقية والتجارية للشركة المستثمرة أيضاً، على اعتبار أن ميناء طرطوس له ميزة الربط بين الخليج وأوروبا، وبين إفريقيا والشرق الأوسط، وبالتالي فإنه سيقدم للشركة المشغلة عوائد مالية كبيرة وتواصل تجاري كبير على العالم، علماً أنه استحوذت مجموعة “موانئ أبوظبي” مؤخراً على 20 بالمئة من شركة “محطة حاويات اللاذقية الدولية”، عقب توقيعها اتفاقاً مع شركة الشحن الفرنسية “CMA CGM”.