الثورة – يامن الجاجة:
للورق رائحة تنطق، وللحبر عبق يرسخ في الذاكرة بشكل أعمق، والعلاقة مع محتوى الصحف الورقية دائماً ما تكون أصدق وأوثق، جريدة (الثورة السورية) ستعاود إصدار نسخة ورقية قريباً، وهنا يمكن القول إن إعادة إحياء الصحافة الورقية التي ستكون جريدة (الثورة السورية) سبّاقة إليها محلياً، يخدم إلى حد بعيد محاولات إحياء الرياضة السورية عموماً، لأن كل أشكال الاتصال الحسي مع الورق (والتي تزيد عن أشكال الاتصال مع النسخة الإلكترونية) ستسهم في مرحلة جديدة من التغطية والمتابعة الإعلامية التي لن تكتفي بالخبر، بل ستبحث بما وراءه وما بعده، وما أحوج رياضتنا لصحافة الحلول والتحليل في ظل ما تعيشه من ظروف غير عادية خلّفتها المرحلة السابقة.
كل ما نتحدث عنه، من حالة عاطفية ووجدانية مع الورق، سيكون أكبر وأكثر تأثيراً لكل فريق أو بطل رياضي يمكن الإضاءة على إنجازاته أو متابعة ظروفه وإمكاناته، وهنا يبدو أن جريدتنا ستحظى بشرف ملامسة شغف كل قارئ، وتحديداً المهتم بالشأن الرياضي.
على مدى السنوات الماضية قبل توقف الإصدار الورقي كان للرياضة في جريدة (الثورة) حصة ونصيب، والأكيد أن هذه الحصة ستكون أكبر، ونصيب الرياضة من التغطية والتحليل والبحث في الأسباب والنتائج سيكون ذا قيمة أعلى.
كاتب هذه السطور يذكر تماماً أن شغفه بالعمل الصحفي وُلِد مع متابعته للصفحة الرياضية في جريدة (الثورة) واليوم يمكن أن يكون الشغف أبهى وأزهى لأن المساحة المتاحة وهامش الحرية أكبر ضمن سياسة الصحيفة بعد التحرير، حيث تنطلق من مطالب الثورة السورية، ببناء وطن متفوق في كل المجالات، ليس فيه مجاملة للمخطئ أياً كان، ولا تجاهل للخطأ صغيراً كان أو كبيراً.