الثورة – صالح العويتي
قد يلفت نظرك اسم ورشة العمل “شاماري” وتدور أسئلتك حول معناها، وما إن تسمع الموسيقا المتنوعة حتى تجيب عن فضولك، هي دمج لكلمتي “شام وماري” برؤية فنية تسعى إلى مواءمة التنوع الثقافي والحضاري السوري ضمن عمل موسيقي واحد.

اختتمت على خشبة مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق مساء أمس، ورشة العمل “شاماري” المتخصصة بالصوت والغناء الجماعي في حفل غنائي حمل عنوان “وجوه ” بإشراف خبير الصوت ريبال الخضري ورعاية وزارة الثقافة.
شهد العرض إقبالاً واسعاً وتفاعلاً مشتركاً مع أطفال وشباب من مختلف المراحل العمرية، قدموا مقطوعات موسيقية تنوعت بين التراث الشعبي الفلكلوري وموسيقا إسبانية أندلسية، في مزيج منوع يعبر عن روح هذه الورشة، هذا ما أكده المشرف على التدريبات الموسيقي ريبال الخضري وفي تصريحه “لصحيفة الثورة” قال: “إحدى أهداف الورشة هو جمع عدد كبير من شباب وأطفال بلدي سوريا في عمل موسيقي جماعي، يعبر عن التنوع الثقافي ويغذي لديهم الفكر والتجربة الموسيقية، أرغب في نقل تجربتي وخبرتي الفنية في الخارج لهؤلاء الشباب.
وأشار ريبال إلى أهمية البعد التربوي لهذا التجمع: “نعمل من خلال هذه الورشة على كسر حاجز الخوف والرهبة أمام الجمهور وتعزيز القدرات الموسيقية لأطياف واسعة شغوفة بهذا الفن، ونوه بأن الدور التربوي له أهمية تكاملية مع هذه المبادرات، معظم المشاركين طلاب مدارس وجامعات، ما يشجع على بناء أسس موسيقية علمية وبناءة، ولاسيما أن أغلبهم لم يدخل التخصص الموسيقي الأكاديمي بعد وهذه خطوة تساعدهم في الاختيار والبناء مستقبلاً.
وعن معنى اسم شماري أوضح الخضري أنها دمج لكلمتي “شام وماري” وتعبر عن رؤية فنية تسعى إلى التنوع الثقافي والحضاري السوري ضمن عمل موسيقي واحد .
شكلت هذه التجربة لدى معظم المشاركين تحدياً كبيراً لتقديم الأفضل على الأخص أنها التجربة الأولى لهم على المسرح أمام جمهور كبير وبمشاركة 130 طفلاً وشاباً وفتاة يمثلون أطياف النسيج السوري كافة.

يرى عبد الرحمن اللحام وهو مساعد مدرب الأطفال أن التجربة شكلت لديهم أثراً إنسانياً واجتماعياً واضحاً، يقول اللحام للثورة ” نحتاج كشباب في هذه المرحلة إلى هذا العمل الجماعي، أجواء المودة والألفة كانت كبيرة بيننا شجعتنا على تقديم كل طاقاتنا في العرض، الروابط الاجتماعية كانت أقوى من أي شيء، ولاسيما أن الموسيقا دائما تجمع ولا تفرق، وهذا جانب مهم يمكن البناء عليه مستقبلاً كسوريين.
يذكر أن الورشة فتحت أبوابها للتسجيل في الشهر الماضي، وشهدت إقبالاً كبيراً منذ الساعات الأولى، وهذا ما أكد عليه الخضري ليعد من لم يتمكن من المشاركة أن الورشات الموسيقية قادمة والحماس كبير لإعادة هذه التجربة.