ثورة أون لاين- باسل معلا:
تساؤلات كثيرة مازالت تطرح حول مسؤولية الاعلامي في الوقت الراهن الامر الذي اطلق سيل من الاراء التي جاءت متناقضة فمنطق الاشياء يؤكد أن الاعلامي يتوجب عليه نقل الحقيقة مهما كانت مؤلمة وبغض النظر عن النتائج في حين أن البعض يؤكد أن هناك مسؤولية فرضتها الظروف الراهنة على الاعلام فهو اليوم اداة من ادوات الدفاع عن الدولة التي واجهت ما واجته من حرب عاتية وحصار اقتصادي جائر وعقوبات غربية احادية الجاني مازالت اثارها تضغط على الدولة والمواطن في آن معا..
كلنا يعيش ارهاصات ما حدث منذ يوم السبت الماضي حيث قام احد المواقع الالكترونية بنشر خبر عن نية الجهات المعنية في تطبيق الية جديدة لتوزيع البنزين تعتمد على تخصيص كمية من المادة شهريا تباع بالسعر المدعوم عبر البطاقة الذكية ليتم بيع الليتر فوق الكمية المحددة بالسعر الحر ..وما أن تم نشر الخبر حتى قامت الدنيا ولم تقعد فمحطات الوقود الخاصة اغلقت ابوابها تسحبا لبيع المادة بالسعر الجديد ..وفي الوقت ذاته شهدت محطات الوقود الحكومية اقبالا كبيرا من اصحاب السيارات للحاق الفرصة والحصول على المادة بالألية الحالية مما سبب حالة اختناق وازدحام كبير على المادة علما أن الامور وقبل نشر الخبر كانت تسير بسلاسة وبشكل رائق..
وزارة النفط والثروة المعدنية نفت ما نشر جملة وتفصيلا حيث أكدت أن سبب الازدحام على محطات الوقود سببه خبر نشر على احد المواقع الالكترونية اورد فيه اخبار مستندة إلى اي شي رسمي قد تزامن نشره في يوم العطلة ونتيجة لما نشر بدأ الازدحام على محطات الوقود الامر الذي دفع شركة محروقات باتخاذ تدبير احترازي تمثل بتخفيض الكمية المتاحة يوميا من المادة إلى النصف أي من 40 ليترا يوميا إلى 20 ليتر..
لربما اعتبر الموقع الذي نشر الخبر أنه قد حقق سبقا صحفيا وحقق اعداد هائلة من القراءات وهو امر تبغيه كل وسيلة اعلامية ولكن ماذا كان الثمن…؟
الامر تسبب بأزمة لا مبرر لها خاصة وأن المادة متوفرة وكل ما ذكر من تفاصيل حول الموضوع تبين أنه لم يتعدى اطار البحث والدراسة فالدولة من غير الممكن أن تتخذ قرارا بالخفاء وهي التي تتمتع بالمصداقية أمام السوريين فهي لن تخجل عندما تتخذ قرارا مماثلا ..
الاعلام الرسمي قد اثبت بحق أنه الاقدر على التمتع بالمسؤولية الوطنية حيث أن الكثير من الاعلاميين تتثنى لهم القيام بهكذا سبق صحفي إلا أن درايتهم بواقع الحال وتمتعهم بالحس المهني والمسؤولية تجاه متابعيهم ودولتهم تجعلهم يمارسون دور حراس البوابة بمهنية عالية..

السابق