تغيير الذهنية الزراعية والبدء بمئة عينة لتحليل التربة مجاناً في (سلمية)

تفعيلاً لدور المجتمع الأهلي وبغية إيجاد مشاريع اقتصادية تساهم في دعم المدن والقرى والبلدات السورية.
أقامت جمعية أصدقاء السلمية دورة «إدارة مشاريع» برعاية الأمانة السورية للتنمية، حيث أفرزت هذه الدورة تقديم مقترحات لمشاريع تم الموافقة بعدها على تمويل مشروع بقيمة خمسة ملايين ليرة سورية، وكان المشروع هو: إقامة مخبر لتحليل التربة.
تلقي (الثورة) على هذا المشروع الضوء وتلتقي المهندس الزراعي محمد خضور مدير المشروع الذي تحدث عن البدايات وعن الرؤيا التي تحمل في طياتها خطوات لاحقة تهدف إلى تعزيز الزراعة في المنطقة، قائلاً: هناك فجوة علمية زراعية إن استطعنا ردمها فسنصل إلى إدارة الزراعة الذكية، وأول خطوة هي معرفة الوسط الأساسي الحامل للنبات.
وكان السبب في إيلاء الموضوع هذه الأهمية -والحديث لخضور-: أن الزراعة بدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية والجفاف من جهة، وعدم وجود أساليب ترفع من إنتاجية الأرض وفق الموارد المتاحة من جهة ثانية، واليوم ومع استقرار الأوضاع نسبياً ووفرة الأمطار كان لا بد من تحقيق الهدف الثالث برفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل ويقول خضور: كثيراً ما نسمع من المزارعين أن أرضهم لم تعد تعطي إنتاجاً كما كانت!!.. وأن الأرض التي تزرع منذ مئات السنين وتروى بالماء من البئر ذاته وتزرع بأصناف معينة ومحددة لا بد أن تكون قد أجهدت وهي بحاجة لمعرفة التطور الذي طرأ على التربة والتغير الحاصل في نوعية المياه وتناسب الصنف الزراعي مع البيئة ونوعية الأسمدة التي تحتاجها هذه الأرض. لذلك كان لا بد من وجود مخبر لتحليل الترب الزراعية وتحليل المياه بشكل دقيق وقد تم تزويد المخبر بأجهزة ذات نوعية تكشف نسب العناصر والأملاح والحموضة وقلوية التربة بشكل دقيق جداً ما يسهم في تشخيص حالة الأرض وتقديم البدائل المناسبة.
كيف يتم تغيير الذهنية الزراعية القديمة؟
إن مزارعاً يزرع أرضه منذ عشرات السنين وأكثر لن يتخلى عن طريقته في الزراعة وفي الري خلال فترة قصيرة! وإن مزارعاً اعتاد الاعتماد على زراعة محصول بعلي واحد في العام لن يجرؤ على المغامرة بماله لقاء محصول مجرب أدى إلى الخسارة!
تغيير هذه الطريقة في التفكير الزراعي كانت رؤية مشروع المخبر، الذي كان تحليل التربة الخطوة الأولى في المشروع
لتحقيق الهدف قام الكادر المكون من خمسة مهندسين بالقيام بجولات ميدانية إلى كل من قرى (بري، تل الدرا، أم العمد، زغرين خنيفس) ولقاء المزارعين والاطلاع على أراضيهم والحصول على عينات من الترب وتقديمها للتحليل مجاناً. مضيفاً: إن القيام بتجارب على الأرض بعد معرفة المناسب واستبعاد غير المناسب أمر سيأخذه المزارع بعين الاعتبار خاصة بعد أن يرى غلالاً وفيرة وربحاً ملحوظاً، ما يعني أن يكون هذا النموذج (الذي أجريت عليه التعديلات) لافتاً للمزارعين الآخرين ما يدعم التجربة ويكللها بالنجاح. ويضيف خضور: إننا وجدنا عند المزارعين تقبلاً للأفكار الجديدة عارضين لهم أمثلة إيجابية لمحاصيل زراعية أعطت إنتاجية كبيرة في حال تم معرفة ماذا تحتاج التربة وكثيراً ما يضع المزارع أسمدة والتي هي أملاح عناصر وتكون المياه مالحة وينتج عن ذلك أن السماد لا يتحلل بشكل جيد ما يسبب العسارة، بينما يجب أن يوصف لهذه الأرض أسمدة مختلفة مع نوع محصول مختلف.
ويقول خضور: إن هدفنا في المشروع توفير المال للمزارع واختيار المعدلات التي تحتاجها الأرض فقط دون أن تكون الأرض حقلاً لتجارب أنواع أسمدة وأنواع من الأصناف التي تكلف المزارع مالاً إضافياً وربما وقع في خسارة كبيرة بعد كل المواد التي اشتراها من السوق بهدف تحسين أرضه، وعندما يتم تحليل التربة سيتم سد الفجوة الغذائية والعلفية من خلال معرفتنا لدرجة الحموضة والقلوية، ومعرفة الصفة الغالبة من العناصر عبر تحديد النسب بشكل صحيح والمعالجة بشكل صحيح أيضاً
خطوات لاحقة
ذكر مدير المشروع أن الخطوة التالية هي مسح أطراف منطقة سلمية وأراضيها الزراعية وتقديم خدمات التربة ومعرفة مشكلات الأرض والتركيز على الأراضي القاعدية لتحسين الإنتاج وتوطين المزارعين في أراضيهم والتقليل قدر الإمكان من خسائر المزارعين الناجمة عن عدم معرفة احتياجات أرضهم.
النتيجة أن التشخيص الدقيق لأمراض التربة والأرض يشبه إلى حد كبير تشخيص المرض لدى الكائنات الحية والتشخيص الصحيح نصف العلاج إن لم يكن أكثر.

أيدا المولي
التاريخ: الثلاثاء 9-4-2019
الرقم: 16952

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض