/لقد شدُّوكَ يا جولانُ عن صدري/ وشالوني عنِ الشفتينِ محمولا/ وغطّوا بالأهازيجِ ارتعاشاتي/ وحبرٌ زائفُ الأنباءِ قد رشّوهُ معسولا/ وكم رسَموا شِفاهاً كي تُشاغِلَني/ وحِسّي كانَ مَغلولا/ لثمتُ، لثمتُ من ألمي/ ومازالتْ بِثغري نكهةُ الإشراق/ طعمُ القبلةِ الأولى/..
«شآمُ أنتِ وريد الحبِّ.. دافقاً كالعطرِ غطّى غرةَ الجولانْ»
أيمن أبو الشعر – شاعر ومترجم:
بهذه الكلمات، عانق الشاعر «أيمن أبو الشعر» الجولان السوري المحتل.. بهذه الكلمات التي تجدَّد فيها ألمه، بعد أن استحضره حاضره المعتل. الحاضرُ الذي أطلقَ فيه صرخة كان قد أطلقها في أمسه، وكرصاصة في وجهِ عدوّ أرضه، وكلِّ من وافقهُ وأيدَّ إجرامهِ وحقده.أطلقها قصيدة، هي الحبيبة التي أعلن الحبّ عليها.. سوريتهُ التي نبضتْ مفرداته عشقاً لكلِّ مافيها. أيضاً، التي خاطبَ شآمها، سائلاً إياها عن جولانها:
/أزيحي سدَّةَ التسآلِ عنّا/ بحقِّ النزفِ ذلٌّ صارخٌ حفظُ اللسانْ/ لئنْ كانَ الجميعُ ثقاةَ عهدٍ/ وكلٌّ فارسٌ فوقَ الحصانْ/ وما مِن عاشقٍ إلا افتداها/ فمنْ يا شامُ يومَ العرسِ خانْ؟/ وليسَ تساؤلي إلا جواباً/ وبعضُ تساؤلِ المرءِ امتحانْ/ فأنتِ المجدُ/ أنتِ الزندُ سقّاءً وريدَ الحبِّ/ لا نفطاً ولا مالاً/ ولكنْ دافقاً كالعطرِ غطّى غرةَ الجولانْ/.
«منْ حمَّلكَ مهمة رسمِ الخرائط.. والاستهانة بحقوقِ البشر؟!»
شذا نصار – تشكيلية وباحثة:
لأنها فنانة تشكيلية وباحثة في كلِّ ما أرادت منه جعل وطنها، لوحة وكلمة هما الحقيقة والحق الأبدي.. لأنها كذلك، سارعت لتوجيه رسالةٍ إلى الرئيس الأميركي.. «ترامب» الذي شرِّع لعدوِّنا السيادة على جولاننا، ووهبهُ ما ليس لهُ ولا من حقه لأنه لنا وهو حقّنا.
لأنها كذلك، قامت بمواجهتهِ بالغاضبِ والمستنكر من كلماتها. الكلمات التي أرادته يسمعها ويعي بأن رسالتها: «أيها المتسلِّط على إرادات الشعوب، وثروات الدول. من ذا الذي نصَّبك إلهاً على الكرة الأرضية، وحمَّلك مهمة رسم الخرائط مستهيناً برغبات البشر؟!!..ما أنت إلا سيفٌ بذراعِ راعٍ للبقر، امتطى صهوة حصانٍ أرعن، متسلحاً بأحلام صهيون وبروتوكولاته، ملبِّياً رغبات تاجر البندقية في لحمِ بلدي من قدسها إلى جولانها..
يامن تنفِّذ مآرب الشيطان، بغشاوةٍ على العيون، وباستخفافٍ لما يخبِّئه لك القدر، استمع واصغ إلى كلِّ حرفٍ يقوله لك السوريون.
الجولان سورية.. ابتعد عن قلب العروبة.. كفاكَ غطرسة وعربدةً وبطراً، فسيبقى الجولان عربياً سورياً، بإرادة شعبنا وإصرار دولتنا..
«ياأيها الرعديدُ/ وقِّع كما تريدُ/ جولاننا سوريٌّ/ وبأسُنا شديد»
رياض اسماعيل – شاعر:
أيضاً، ولأنه ابن وطنٍ سوري، أبى إلا أن تكون «قُدسه» كما «جولانه» مُحرَّرة من العدو الصهيوني.. أبى ذلكَ أبدَ انتمائهِ لوطنه مثلما لقصائده.. القصائدُ التي لم يتوقف عن التأكيد من خلالها: سوريٌ أنا، ونبضُ قلبي جولاني. مسقطُ عشقي، والقصيدة وعنواني:
«أولدُ في أرضِ الجولان/ يومَ أطلُّ على أرضي قدسُ الاقداس/ روحُ الكون الأعظم قال/ كوني يا جولان صخوراً/ كوني جبلاً يشمخ عزّاً/ كوني ودياناً تصرخ لا/ لن يركعُ مجدُ الله/ لله المجدُ على الأكوان/ ومجد الله على الجولان/.
أكّد ذلك مراراً، ولاسيما بعد القرار الذي صدرَ عن الرئيس الأميركي بحقِّ جولانه الذي يحتلَّهُ الكيان الصهيوني الغاصب. القرار الذي واجههُ بمخاطبةِ هذا الرئيس:
/يا أيها الرعديد/ وقِّع كما تريدُ/ وأطلقِ الوعيدُ/ فأرضنا نريدُ/ لن تثنِ فينا همّةً/ همَّتنا حديدُ/..
جولاننا سوريٌ/ وبأسُنا شديدٌ/ ونحنُ قادمون/ وعزمُنا أكيدٌ/ جيشنا أسطورة/ وصامدٌ صنديدٌ/ وقِّعْ كما تريد/ يا أيها الرعديد/..
هي رسالةُ شاعرٍ، أطلقَ نارَ الشِّعرِ على كل من تسوّل له أطماعهُ الاقتراب حقداً وعداءً من سوريته. من حلمها وجمالها ودمشقها التي تألّقت في قصيدته:
/دمـشقُ يـا جـنّـة الدنـيـا وكوثرها/ حَورٌ وغِـيـدٌ وصِفـصافٌ بـِـها وَرَفَ/ إنّـي أحـبّـك مـا أحبـَبـتُ في ولــهٍ/ إلاكِ فـاتـنـة أصـبو لها لـهِفَا/ ما دام يـَنـبُضُ قلبيْ لن يفارقـني/ عـِـشقُ الــشآم وعشقي زادني شــَـرفا/..
هفاف ميهوب
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964