الجيش يكثف ضرباته على محاور تسلل الإرهابيين بريفي حماة وإدلب..روسيا: للحكومة السورية الحق الكامل بتطهير جميع أراضيها من الإرهاب.. ولا يمكن أن تبقى إدلب محمية للإرهابيين
على وقع الخروقات المتكررة للتنظيمات الإرهابية، كثفت وحدات الجيش العربي السوري عملياتها واستهدفت عدة محاور تسلل للإرهابيين في منطقة خفض التصعيد بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الغربي، هذا في وقت أكدت فيه روسيا مجددا أن للحكومة السورية كامل الحق في تطهير جميع أراضيها من الإرهاب، وأن ادلب لن تكون بؤرة دائمة للإرهابيين.
فقد جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد أن التنظيمات الإرهابية تواصل استفزازاتها في منطقة خفض التصعيد بإدلب وأنه لا يمكن السماح ببقائها فيها وفي مناطق أخرى من البلاد مشدداً على حق الحكومة السورية في ضمان سلامة مواطنيها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن في موسكو أمس فيما يخص الوضع في سورية: إن التنظيمات الإرهابية وخاصة جبهة النصرة تسيطر على معظم مساحة إدلب وتواصل خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد فيها وتستمر باعتداءاتها على المدنيين واستفزازاتها ضد الجيش السوري وهو ما لا يمكن السكوت عنه ولا يمكن السماح ببقاء الإرهابيين في إدلب.
وأضاف لافروف: نسعى جاهدين لتحقيق الاتفاق بين روسيا وتركيا فيما يتعلق بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وكما قال الرئيس فلاديمير بوتين: لا يمكن أن يبقى هؤلاء الإرهابيون هناك وكأنهم في محمية طبيعية ولا يجوز المساس بهم مشدداً على أنه توجد حدود لأي صبر ولا يمكن القبول ببقاء الإرهابيين في بعض مناطق سورية إلى الأبد.
وتابع لافروف: نحن سننطلق من أن الحكومة السورية تملك الحق الكامل في ضمان أمن مواطنيها على أراضيها مؤكداً أن الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله إلى ما لا نهاية مع استمرار نشاط تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي وأن للحكومة السورية الحق الكامل في تطهير جميع تلك المناطق من الإرهاب.
وذكر لافروف أنه لم يسمع بجدار عفرين وقال: إن أنقرة أكدت أن جميع إجراءاتها ضد الإرهاب مؤقتة في شمال سورية مشدداً على ضرورة العمل باتفاق أضنة وفق تعبيره.
وشدد لافروف على أن قيام أميركا بإطلاق سراح الإرهابيين الأجانب الذين تحتجزهم في سورية سيكون جريمة وقال: هناك ازدواجية في المعايير، فمن جهة يتم التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب بالسجون السرية وغوانتانامو والاعتقالات التعسفية، ومن جهة تتحدث الولايات المتحدة عن إمكانية الإفراج عن الإرهابيين الأجانب المعتقلين لدى قسد، لا يمكن التعامل مع الأمر من منطلق المصالح الآنية.
وأضاف لافروف: تتجلى المعايير المزدوجة في حقيقة أن زملاءنا الغربيين وخاصة الاوروبيين وفي أجزاء أخرى من العالم لا يريدون استقبال الإرهابيين الأجانب الذين تم اعتقالهم في سورية وهناك خلاف حول مصيرهم فالأميركيون يهددون بإطلاق سراحهم وهو ما سيكون جريمة والأوروبيون الذين يحمل هؤلاء الإرهابيون جنسية بلدانهم يرفضون استقبالهم.
ولفت لافروف إلى أنه إذا تم التعامل مع الإرهابيين بشكل مزاجي ووفقا للمصلحة الآنية سيكون ذلك قصر نظر في غاية الخطورة.
وسبق أن قامت الولايات المتحدة بتهريب مجموعات إرهابية إلى خارج سورية أو نقلهم بطائراتها من منطقة إلى أخرى داخلها لإكمال جرائمهم بحق السوريين، ومع إلحاحها المتزايد تحاول واشنطن انقاذ من تبقى من وكلائها الإرهابيين الذين انتهى دورهم الاجرامي عبر إعدادها خططاً فورية لتهريبهم إلى خارج سورية والضغط على حلفائها لاستقبال رعاياهم منهم.
في سياق آخر أكد لافروف أن نحو 50 دولة و12 منظمة دولية انضمت إلى قاعدة البيانات الخاصة بالإرهاب والمنظمات الإرهابية التي أنشأها جهاز الامن الفيدرالي الروسي في حين أن دولاً غربية رئيسية لم تبادر إلى القيام بذلك حتى الآن.
وقال لافروف: إن الهدف من قاعدة البيانات هذه هو تتبع تحركات الإرهابيين والمقاتلين الاجانب في أنحاء العالم معرباً عن قلق موسكو لكون المبادرة الخاصة بإنشاء جبهة عالمية لمكافحة الإرهاب تحت رعاية الامم المتحدة والتي طرحها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2015 لم تحظ بدعم الغرب الذي يستخدم معايير مزدوجة في الحرب على الإرهاب.
من جانبه صرح مدير المؤسسة الروسية لدراسة الديمقراطية مكسيم غريغورييف ان الحكومة الاميركية كانت على علم مسبق بما تقوم به ما تسمى منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية في سورية.
ونقلت وكالة تاس عن غريغورييف قوله في مؤتمر صحفي في واشنطن أمس بعد ان قدم تقريرا يؤكد فيه ان ما تسمى الخوذ البيضاء ضالعة في أنشطة اجرامية مختلفة في سورية: كان يتم تبليغ السلطات الاميركية بالأنشطة الاجرامية التي يقوم بها إرهابيو الخوذ البيضاء وكانت على علم مسبق أيضاً بحقيقة ان الإرهابيين الذين تم تدريبهم من قبل عسكريين أميركيين قبل عدة سنوات قد انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وفي الميدان، ردت وحدات الجيش العربي السوري بعمليات مكثفة على خرق المجموعات الإرهابية اتفاق منطقة خفض التصعيد في محاور عدة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الغربي.
وذكر مراسل سانا في حماة أن وحدات من الجيش وجهت رمايات نارية مركزة طالت محاور تسلل مجموعات إرهابية كانت تتحرك برفقة آليات بعضها مزود برشاشات تابعة لتنظيم جبهة النصرة على الطريق الواصل بين بلدتي الكركات وقلعة المضيق بالريف الشمالي الغربي.
وأشار المراسل إلى أن دقة رمايات الجيش والسرعة في التصدي للخروقات أدت إلى تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير آليات لهم بعضها محمل بالذخيرة.
وأضاف المراسل إن وحدات الجيش العاملة شمال منطقة محردة وجهت نيران مدفعيتها بدقة وكثافة على محاور تحرك مجموعات إرهابية حاولت التسلل انطلاقا من الأراضي الزراعية على محوري اللطامنة وحصرايا باتجاه المناطق الآمنة للاعتداء عليها.
وبين المراسل أن الرمايات النارية أسفرت عن إحباط محاولة التسلل وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين المتسللين في حين فر الباقون باتجاه عمق مناطق انتشارهم بالريف الشمالي لحماة.
وإلى الشمال الشرقي من مدينة جسر الشغور بريف إدلب لفت المراسل في وقت سابق أمس إلى أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مركزة على أوكار وتجمعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في محيط بلدة البشيرية أدت إلى تدمير وكر لإرهابيي التنظيم التكفيري وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم بعضهم من جنسيات أجنبية.
من جهة ثانية واصلت المجموعات الإرهابية خرقها اتفاق منطقة خفض التصعيد واعتدت مساء أمس على مدينة السقيلبية وبلدة شطحة بالقذائف الصاروخية بريف حماة الشمالي.
وذكر مراسل سانا في حماة أن إرهابيين يتحصنون في قرية قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي اعتدوا بعدة قذائف صاروخية مساء أمس على منازل المدنيين بمدينة السقيلبية وبلدة شطحة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمكان دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وأشار المراسل إلى أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة ردت على الفور بالوسائط النارية المناسبة على مصادر الاعتداءات ودمرت أوكاراً ومنصات إطلاق القذائف للمجموعات الإرهابية.
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
الرقم: 16967