رسائل السوريين..!!

لم يسجل الزمن على الرغم من فارق التاريخ والظروف والمعادلات الدولية الكثير من الاختلاف، بين الأمس الذي كرسه السوريون يوم الشهداء، وبين اليوم الذي يخطّون فيه رسالتهم الدائمة، حيث العدو والمحتل والغاصب لم يتبدّل، وإن غيّر في مواصفاته وخياراته، وفي لبوسه، وكل ما أقدم عليه تغيير في الأدوات، أو إضافة في الاستهداف.
فالمواجهة التي تأخذ أبعاداً.. وتضيف جبهات، تدخل اليوم في منعطف حاسم لجهة التداعيات التي تعيد صياغتها وفق معادلات سبق أن رسم ملامحها الكثير من المشاهد الجانبية، التي حاول البعض أن يلبسها جانباً دعائياً بحتاً، أو حاولوا الترويج لها على أنها مجردة من اقتباسات على الأرض، وفي أقصى حالاتها ستكون مساحة للاستهلاك الإعلامي.
في العرف السوري كل أرض محتلة ستعود، وأي وجود إرهابي سيُجتث، طال الزمن أم قصر، وفي اليقين العملي كانت القناعة أنه لن يطول، وستأتي اللحظة التي انتظرها السوريون طويلاً لاستعادة إدلب وجوارها الجغرافي والجزيرة السورية، كما تمّت استعادة بقية الجغرافيا السورية.
هنا لا يوجد استثناء، وتلك هي القاعدة التي بدت أنها الوحيدة التي لا تقبل الاستثناء، ولا تؤمن به، ولا تؤخذ وفقاً لمعطياته، حيث ما انسحب على الغوطة والجنوب وقبلهما حلب ودير الزور، لابدّ أن ينسحب عليها، وكما عادت تلك المساحات ستعود هذه، رغم ما يروّج له الكثيرون من فروق في الجغرافيا والمعادلات والقوى والتنظيمات الإرهابية، فقد خاض الجيش العربي السوري معارك كانت أقسى، وفي ظروف أصعب، وكسب التحدي فيها، وتجاوز في أحيان كثيرة المعادلات العسكرية والإحداثيات الميدانية.
التوقيت الذي كان جزءاً من معادلات سياسية وحسابات دبلوماسية وصل إلى سقفه النهائي، والأسباب التي جعلت الزمن يطول لبعض الوقت هي ذاتها الأسباب التي حددت التوقيت، وفي بعض الأحيان هي نفسها التي عجلت بتقريبه، والحسم فيه لن يطول، على الرغم من الحشد الإرهابي والاستنفار السياسي والإعلامي الموازي له بأبعاده الإقليمية والدولية.
هذا يقين السوريين الذي تترجمه إرادة تجذرت في الوجدان السوري، وكانت قوافل الشهداء هي التي رسمت معالم الطريق، وحددت بدقة بوصلة الاتجاه وتوقيته وساعة الصفر ومشتقاتها القريبة والبعيدة، ما مرّ منها.. وهذا الذي جاء حينه، لم يساوموا، ولم يهادنوا، ومضوا في طريقهم، وكان اليقين الدائم أنهم بدمائهم الطاهرة يعبّدون الطريق والدروب للنصر والتحرير.
ما أشبه اليوم بالأمس، وما أكثر الفارق بينهما.. فكثرة نقاط التقاطع أو التشابه لا تلغي مساحات الاختلاف والتباين، ورسالة السوريين في يوم الشهداء أنهم يدركون الاختلاف، ويتقنون الفارق، لكنهم بالقدر ذاته يعرفون عن ظهر قلب أنَّ اللبوس المتغير والمتبدل لا يعني اختلافاً في الطامع والمحتل، وأنَّ تجديد الأدوات واستحداث طرق الاستهداف لا يبدل في الحقيقة، بأنَّ الأرض المحتلة ستعود، والإرهاب سيندحر، وفي كل ساعة تقترب نهاية الإرهاب أكثر من سابقتها، وكل يوم يمضي يكون فجر الخلاص أقرب.
الافتتاحية
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
a.ka667@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري