القضاء على الإرهابيين في سورية.. احترام سيادة ووحدة أراضيها.. وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وحل القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية.. كل تلك النغمات الرنانة الممزوجة بأساليب الكذب والنفاق تحاول واشنطن ركوب موجتها والتصريح بها سواء ضمن اجتماعات مغلقة أو معلنة، وهو نتاج الاجتماع الأخير الذي جمع وزيرا خارجية روسيا وأميركا لافروف وبومبيو.
على أرض الواقع هوة كبيرة بين القول والفعل، فأفعال أميركا ومعها كل تكتلات العدوان على الأرض السورية تجافي تماماً ما تقوله.. والتجارب والوقائع تثبت ذلك، ولسنا بصدد ذكرها فهي قائمة تطول بحيث لن تتسع لها الزوايا ولا حتى الصفحات.
في الرؤية التحليلية تظهر الحقيقة من جانب آخر.. جانب بات هو الحاسم في المشهد السوري ككل في ربع ساعته الأخيرة.. فحتى ولو كان الجهل يضرب أطنابه عند حلف العدوان على سورية، إلا أن الدراية في زمن البطولات العاصفة القادمة من الميدان السوري لم تترك لهؤلاء الجهلة من عذر يمنعهم من مشاهدة الحدث القادم في عين الصواب.
ومن الشمال تطفو على السطح كمية الإنجاز السوري في ردود الجيش العربي السوري على خروقات الإرهابيين المدعومين تركياً وأميركياً، وانسحاب تلك الإنجازات إلى تطهير المناطق والبؤر التي ينطلق منها الإرهابيون في تنفيذ اعتداءاتهم وخروقاتهم.
هذا على الصعيد الميداني.. الذي إن دل على شيء فهو يدل على أن وحدة أراضي الدولة السورية على امتداد جغرافيتها هي أساس الرؤية السورية التي ولدت منذ الأزل ولن يتم التنازل عنها.
فالخطوط الحمر التي رسمها الجيش العربي السوري وحلفاؤه عبر الميدان وانعكاساته على السياسية بدأت تطوق الحدود السورية براً وبحراً وجواً.. بحيث لم يعد هناك مجال لأي تلاعب في تلك التراتبية التي حفرها السوريون على صخرة صمودهم.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980