يعيد الميدان السوري مجدداً تأكيد المعادلات والقواعد والعناوين الكبرى للمشهد التي صاغتها وخطتها دماء وتضحيات وبطولات جيشنا الباسل، وهي العناوين التي لطالما حاولت أطراف الإرهاب تشويهها ونسفها عبر الخداع والزيف والمماطلة والهروب إلى الأمام أو عبر التحشيد والتهديد والتصعيد واستحضار الخيبات وكل الخيارات والأوراق التي باتت في جُلها ساقطة ومحروقة وغير صالحة للاستخدام والاستهلاك السياسي على المنابر الدولية في ظل امتلاك الدولة السورية لزمام المبادرة بشكل كامل على الأرض.
في الحقيقة تبدو الصورة في الميدان أبلغ من أي كلام، بل وأعمق من أي تحليل، حيث قرار دمشق بات واضحاً وصريحاً ومعلناً لجهة أنه حان الوقت لتخليص كل منطقة ومدينة وبقعة من هذا الوطن من وحوش الإرهاب، لا سيما مدينة إدلب التي تعيث فيها المجموعات الإرهابية إرهاباً وخراباً وفساداً برغم كل المحاولات الحثيثة المتواصلة للولايات المتحدة والنظام التركي وأدواتهما لوقف تقدم الجيش العربي السوري.
ما هو مؤكد أن الأيام القليلة القادمة باتت جاهزة لاستقبال إرهاصات ومخاضات اللحظة الأخيرة التي دخلت مرحلة الحسم بكل ارتداداته وتداعياته، سواء على منظومة الإرهاب بشكل خاص أو على المنطقة بشكل عام، وهذا ما سوف يشكل عامل ضغط جديد على منظومة الإرهاب ككل قد يؤدي بها إلى مزيد من العنف والتصعيد والإرهاب، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية التي لا تزال ترفض الاعتراف بهزيمة مشروعها في سورية وفي الوقت ذاته تتجاهل كل المعادلات والقواعد المرتسمة، وهو الأمر الذي ما زال يدفعها الى دعم الإرهاب ومواصلة نهج التوتير والتفجير والتحشيد والبحث عن ذرائع ومبررات وأفلام هوليودية مملة وساذجة لعرقلة محاربة إرهابييها ومرتزقتها والعودة بالأمور إلى المربع الأول.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 28-5-2019
رقم العدد : 16988