بين العربدة الإسرائيلية التي تتم بضوء ودعم أميركي، والصمت الدولي والأممي عن الإرهاب الصهيوأميركي والذي بات مخزياً إلى حدود الفجيعة، ترتسم صورة المأزق الكبير الذي بات يلف الكيان الصهيوني ومعه الولايات المتحدة وأدواتهم ومرتزقتهم.
وراء العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية أهداف أبعد وأعمق قد تجتمع وتلتقي عند الحاجة الإسرائيلية للخروج من عنق الزجاجة في ظل حالة التوتر والهلع التي أضحت تسيطر على الكيان الصهيوني على إثر الانتصارات المتتالية والمتواصلة في الميدان السوري والتي أعقبتها تحولات إقليمية ودولية، ولاسيما العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي أدت إلى نسف كل حوامل وقواعد الهيمنة والقطبية الأميركية.
الوجه الآخر للعربدة الإسرائيلية، يكمن في الخرس الدولي عن الممارسات والسياسات الإسرائيلية الإرهابية، وخاصة مجلس الأمن ومؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي التي تدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان، وهذا ما يثير مجدداً المزيد من التساؤلات عن جدوى تلك المؤسسات والمنظمات التي أُبعدت عن غاياتها وأهدافها الحقيقية لتبقى مجرد دمية وألعوبة وواجهة للولايات المتحدة والغرب الاستعماري.
العدوان الإسرائيلي الجبان تزامن مع الاعتداءات الإرهابية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي والتركي في الشمال السوري دعماً للمجموعات الإرهابية ولإطالة أمد الحرب في سورية، وهذا يؤكد ما أتينا على ذكره مراراً وتكراراً من أن منظومة الإرهاب بأكملها باتت في موضع المتخبط والعاجز، وهو الامر الذي يدفعها إلى التصعيد أكثر والذهاب بعيداً في تفجير الأوضاع.
دمشق كانت واضحة في موقفها بالأمس عندما حذرت المجتمع الدولي من تداعيات تمادي الكيان الصهيوني في عربدته واعتداءاته، وعندما دعت الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة الجرائم الإسرائيلية والمطالبة بوقفها واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
نبض الحدث – فؤاد الوادي