بعيداً عن فرض الوصاية على الفنون والنصوص والأدباء توجد تقاطعات لا يمكن تجاهلها أو إغفالها بين المتلقي أو القارئ والمبدعين في كلّ المجالات، واحتفاء بيوم الكتاب السوري واليوم العالمي للملكية الفكرية في نيسان من كلّ عام يبقى الكتاب ومبدعو المصنفات بكلّ أشكالها إبداعات وتجارب حقيقية لها إسهاماتها الحضارية في الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية…
حماية” المصنفات” باصطلاح دائرة حماية حقوق المؤلف في وزارة الثقافة بشقيها المادي واللامادي (كتاب، مقطوعة موسيقية، قصائد، مسرحيات، أفلام، نصوص مسلسلات، إعلانات، صور ضوئية، خرائط، صحف، لوحات، برامج حاسوب، قواعد بيانات… الخ) حقّ من حقوق المؤلفين وفق معايير يحدّدها المرسوم التشريعي أو القانون، ولكننا في عالم الفكرّ والفن والثقافة باعتبار أن الفكر والثقافة والفنّ هو نتاج تراكمات إبداعية ومخزون حضاري يصعب تحديد هوية أو ماهية المبدع الأول أو الكاتب الأول…
المبدع الأول أو المؤلف الأول يحدّده حجم الابتكار في كلّ عمل فنّي وإبداعي ويبقى الخلود للنصوص والأفكار التي غايتها الإنسان بعيداً عن التلوّث والتشويهات الحاصلة وحجم المكاسب والمصالح التي حوّلت غاية الآداب والفنون إلى سلع ومضامين وأشكال مأجورة ومرتهنة لسياسات غايتها استغلال وتدمير الشعوب والإنسان…
يبقى الجمهور المتلقي المالك الحقيقي والأساسي وبلا وصاية لترجمة أيّ إبداع، والأفكار النيّرة ذات الحقوق وجب أن تكون ذات واجبات فعليّة لكلّ فكر معرفي حرّ غايتها الإنسانية والإنسان، وفسحة العرض واسعة ولها انعكاساتها في بناء وثقافة المجتمعات…
رؤية -هناء الدويري