ككل عام.. تتكاثف أجواء العيد بألوانها وتنشر غلالها على الجميع ولا سيما الذين اعتادوا أن يكون الشهر الفضيل هو شهر التفرغ للعطاء والحب، هي ذاتها التفاصيل التي تمنح الخصوصية السورية فرادتها المتميزة عن الجميع.
في العيد تنطلق الأواني عابرة المسافات الفاصلة بين الجيران والأهالي المتقاربين سكناً، وطبق الحلويات في التهاني ليس هدفاً في ذاته، بل هو وسيلة للتقارب وللمحبة والألفة المجتمعية صادر عن شعور كبير لنشر المحبة والتودد بين المقربين
ومن هذا المنطلق كنا قد رأينا عن قرب كيف انتشرت فعاليات مجتمعية أهلية متنوعة لإطعام الناس خلال الشهر الفضيل، شباب وصبايا وسيدات يتشاركون بالعمل بهمة عالية وبحيوية ينطلق المتطوعون وعلى مساحة الأرض السورية لتحضير وجبات الطعام وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
هي الأجواء ذاتها المختلفة بتجدد السعادة التي يشعر بها المتطوعون وقد ارتفعت وتيرة العمل لإنهائه في الوقت المناسب قبل أذان المغرب.
طقوس رمضانية اعتيادية في المجتمع السوري، وإن تقلصت في الكثير من الأحيان بفعل الظروف الاقتصادية الراهنة.
جوع بالنهار وشبع روحاني يملأ النفوس بالمحبة والرضا.
تعددت الأسماء والعناوين والفعاليات والهدف واحد والغاية مشتركة هو إحياء للعادات السورية في تبادل التهنئة عينية كانت أم مادية بين الأسر السورية في مناسبة وغير مناسبة.
تبادل طبق أقراص العيد من معمول وكيك وبرازق طقس اعتاد عليه السوريون في المناسبات الدينية. هو ألفة وتكافل وتقارب.. تقاسم باللقمة والأفراح والأحزان… هي روحانية لم تغادرنا رغم مغادرة الكثير من تفاصيل حياتنا تحت وطأة ظروفنا الراهنة
ثناء أبودقن
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994