الفن بالنسبة إليها ليس مهنة فقط وإنما هو حب ومزاج وإيمان بتقديم الأهم والأفضل دائماً، إنها الفنانة أمانة والي التي تحرص على التواجد من خلال أدوار يمكن أن تضفي عليها بصمتها الخاصة، ولكن وسط ذلك كله ويبقى شغفها خشبة المسرح.
حول حضورها على الشاشة الصغيرة في شهر رمضان المبارك وأمور فنية أخرى كانت لنا معها هذه الوقفة:
ناس من ورق
أدت الفنانة أمانة والي شخصية (أم طاهر) ضمن مسلسل (ناس من ورق) الذي عرض خلال شهر رمضان وهو من إخراج وائل رمضان وتأليف أسامة كوشك وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، حول كيفية تعاملها مع الشخصية قالت:
هي الشغّالة ضمن البناء، ولكنها كانت تتعامل مع أولادها بطريقة مختلفة عن تعاملها مع الآخرين من سكان البناء، لأنه ينبغي أن تكون حازمة معهم، فلديها شاب تخشى عليه من أن يخرج عن الخط، وفتاة متمردة هي طالبة جامعة تربد أن ترى الحياة، لذلك كانت (أم طاهر) تمسك بالعصا من المنتصف في تعاملها مع أولادها، كما أن تعاملها مع الآخرين فيه حب وأتى من منظور إنساني وليس من مبدأ رئيس ومرؤوس.
أما حول إطلالتها في الجزء العاشر من مسلسل (باب الحارة) إخراج محمد زهير رجب وتأليف مروان قاووق، فترى أن قصص العمل أتت مختلفة وفيها الكثير من الحكايات والشخصيات الجديدة، حيث أدت فيه دور (أم) يُقتل ابنها فتقف إلى جانب ابنها الثاني الذي يسعى للأخذ بالثأر.
الجيل الشاب
تصف مشاركتها في بعض لوحات مسلسل (ومضات) الذي يندرج ضمن إطار مشروع (خبز الحياة) بأنها كانت تجربة ظريفة، وحول كيف تصف تعاملها مع المخرجين الشباب ضمن هذه التجربة، تقول:
أحب العمل مع جيل الشباب لأن لديهم أفكاراً مختلفة، فأنت كفنان بعد أن قطعت مرحلة من حياتك ينبغي أن تتواصل مع الجيل الجديد كي لا تكون في الصفوف الخلفية، وأرى أنه من المهم أن يحدث هذا التواصل، فمن شأنه أن يُكسبك خبرة وبالمقابل تعطي خبرتك للآخرين، وبالنسبة لمسلسل (ومضات) فهو مشروع له الامتداد نفسه في السينما حيث قدموا مشروع (دعم سينما الشباب)، وتم في المسرح القومي تقديم التجربة نفسها عبر منحة الشباب.
وحول تنوع الأعمال التي قدمها مشروع (خبز الحياة) في المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، تقول: هذا التنوع يمكن أن يشغّل كثيرين، كما أنه يعطي الفرص خاصة لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وهم الأجدى بها، في الوقت الذي بات يدخل إلى الوسط الفني أشخاص ليسوا بمهنيين.
استنساخ المُدبلج
هناك أعمال ذهبت باتجاه الجماليات واستنساخ الأعمال المُدبلجة، فهل هي مجرد موضة؟.. تجيب قائلة:
هذه المسلسلات هي حلاوة الروح، وهي تريد أن تقدم أي عمل ليس له علاقة بالأزمة، وخاصة بعد أن قدمنا الكثير من الأعمال عنها، فكان هناك نوع من التخبط هل نقدم بيئة شامية أم أعمالاً تشبه المسلسلات المدبلجة.. ولكن كان لدينا حرب واليوم بدأنا نخرج خارجها، وبالتالي الأمر بحاجة إلى إعادة نظر وإعادة توازن، وإلى مخرجين مهمين جدد يمكن أن يكون لديهم رؤيا عن هذا الواقع، لأنه لم تعد سورية بعد الحرب كما كانت قبل الحرب، فقُلبت الموازين والأمر ينجر على الدراما، فينبغي أن نتعامل مع الجيل الجديد الذي عاصر الأزمة ويعرف كيف يحكي عنها، والكتاب يجب أن يعيدوا النظر بكتابتهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرجين والممثلين.
أضف إلى ذلك أن الفن في سورية يحتاج إلى قرار، فينبغي فتح قنوات جديدة لنبيع أعمالنا لمحطاتنا السورية كما يحدث في مصر، فعندما صدّرنا المسلسل السوري وكان ناجحاً صدرنا ثقافتنا ورؤيتنا، وعندما لا نخضع للسوق الخارجي بشكل أكبر نكون أحراراً بشكل أكبر، ولكن ما يحدث أن منتجينا يُقال لهم (أنتجوا لنا شامي) فتجدهم كلهم قد أنتجوا مسلسلات شامية، ويُقال لهم (لا تصدروا لنا أزمتكم) فلم يعودوا يريدون تقديم أعمال عن الأزمة، وهكذا.. فالتاجر يركض وراء العرض والطلب ودائماً نحن خاضعون لمتطلبات السوق ولكن عندما يكون لدينا سوقنا الوطنية، فإننا نخرج خارج هذه الدائرة نهائياً.
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994