كؤوس الراح تُملأ.. وأضواء الحق تسطع.. علب هدايا فارغة.. بيوت بالوعود مضاءة، وأخرى على أحزانها صابرة، احتفالات هنا وهناك، وكلٌ على طريقته يختال، فسعيد يرقص رقصة المذبوح من الألم فليس في جسده عضو إلا وانكسر، ومحمود يعزف أنغام أغنية أحبها رفيقه الذي في حضنه احتضر، وأسر تعد طقوسها استعداداً لاستقبال القادم وتوديع الذي أفل.
ففي أول الحي يكاد منزل أحد الجيران يطير من شدة الألق .. زينة.. ألوان.. تبعث في النفوس الأمل، ولكن قلوب أصحابه ميتة، وأوجاع فراق الأحبة خطت أخاديد على الوجوه المتعبة ومع ذلك تحتفل علّ تمثيل الفرح يجلب الفرح، أما في الجانب الآخر يختبئ الفرح في علب هدابا فارغة أعدت فقط للزينة فعدد الأولاد كبير والهدايا ليست للتقديم، المهم هو الفرح.. كيف.. ولماذا.. وبماذا ؟
ربما أمل بغد أفضل ومستقبل أجمل، وربما لانتهاء عام نأمل أن يكون مفتاحاً يغلق أوجاع ثماني سنين مضت، فنصلي أن يضيع المفتاح والأوجاع تقفل.
آمال كثيرة على عتبات الأيام تعيشها الأسر، فهذه الأم تحضر لأبنائها الثلاثة الباقين قالب الكاتو والدموع تزين وجهه الذي أنهكه لون الطحين الأسمر، ولكن المهم ليس الكاتو بل هو الفرح.
على عتبات ذاك المحل المتواضع يقرع الالم ، الجرس الذي طالما اعتاد قرعه منذ ثماني سنوات عندما كان حارساً لمدرسة استشهد أبناؤها حين كان يرن الجرس، وعلى الرغم من ذلك فلم ييأس ولا يزال يحاول أن يقدم الفرح.
مرارة..حزن..ألم..مرض.. وجوع .. وقهر، هي صور مختلفة تريد الفرح ..تريد الأمل والعيش بلا وجع.
زهور نجيب محمد
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994