ليس الأدب فعلا كلاميا عابرا , ولا هو بالانشاء المنمق الجميل الذي نلوذ به حين نريد أن نفرغ شحنة ما , أو نعبر عن موقف يجب أن نفعل , إنه أبعد من هذا وذاك , الأدب فعل مع قول مع خلاصة تصل إلى حد التماهي بما هو كائن , فمن غير المعقول ان ترى النار تلتهم الكثير من النضرة في بلدك وأنت جالس تكتب القصائد تغني الأمجاد , هذا أمر آخر لا معنى له , في الحرب العدوانية على سورية ثمة آلاف القصص التي تسمو بنا إلى مراتب عليا , شهداء الحرف والقلم , كانوا ممن حمل البندقية وصانوا تراب الوطن .
بعضهم لم ينل هذا الشرف لكنه كان على ضفافه معه حوله , يقدم أغلى ما يملك , وتمنى لو انه ارتقى شهيدا , الشاعر والاديب المبدع حسن ابراهيم ناصر ممن أعرفهم جيدا , التقيته ربما مرتين لا أكثر , لكنهما كانتا جديرتين أن أحفظ ود هذا المقاتل الأديب الذي قرن جمال الروح بالعطاء , تشعر بتواضعه الجم , بحياكة الحرف من نبض الناس , في كل ما يقدمه ويبدعه , حسن ابراهيم ناصر الذي أصدر منذ فترة قصيرة مجموعته القصصية : من حكايا العشق , عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق , هو مقاتل كما اسلفت , يكمل ابنه الدور , شارك في معارك الشرف بريف حماة, ولايعرف عنه شيئا , لكنه الرجل الذي يؤمن أن النصر يحتاج إلى التضحيات الكبرى .
أمس توقفت عند مجموعته القصصية التي وصلتني من فترة , وهي على الطاولة كلما اقتربت منها , اقول : لماذا لا نجري حوارا معه , حولها من سيكون من الزملاء قادرا على التواصل , لكن الحنين الطافح بكل معاني الانسانية جعلني عاجزا عن الصبر أكثر , أب مقاتل , وكاتب مبدع , كيف يرى ما يجري , كيف يعبر عن الوطن قولا وفعلا , يدون الناصر على صفحته قائلا : -يتكوم رماد الصبر ملح على جرح نازف وقد نذرت حكاياتي للعشق….
هات اسقنيها سلافةً معتقة من خوابي «بنت الكروم». لهفي على الندامى وقد «فرقتنا الأيام» يسكنني الشوق ولملتقاهم يصهرني الحنين، وحيداً أساهر الليل وأنا: أقبض على الجمر آهات تملأ الفضاءات.. نويت الإبحار في سفر اللغة أفتش عنك بين الكلمات فهل تلاقيني كي ألتقيك؟.. ما كنت أعلم بأن عذابات الصبر بهذه المرارة – حتى كوى قلبي وأدماه الحنين – ونحن «قومٌ» تسوّرنا حدائق من أقحوان الشهداء وتراتيل الجرحى ولوعات أنين المفقودين.. وها أنا: أطلقت في رحاب السموات حكايات عشقي تأتلق الطواف من حول المجرات.. تارة تراني ساجداً ومرتلاً في محراب العشق مفتوناً بألحانها هائماً بسرّ معانيها.. وتارة تضج بي الحياة «في ذاكرتي شريط من المعاناة يمتد دهراً.. بل قل: ما يشاء من الأزمنة والدهور! متيّم أبحث عن «وجوه تلك البدور المشرقات» غيابك في الجوى نار تشتعل ولا أدري يا وليف «السوالف » كيف أعلّل روحي على الغياب والوداعات الموجعات.. كلما شربت زاد هيامي إليكم .. حتى صار الدمع بعض جمر في المقل يا حزن «يعقوب على يوسف» ها هو: الحزن يسألني هل سلوت ؟ ايه يا حزن وهل يسلو المحب «حبيبه المنتظر»؟!!!.الحب عطاء وقدر المحبين الطيبين ان يكونوا سياجا يحمي سورية صفاتهم العطاء وحب العمل …وهذي هي الحرب يا بنيتي ..»شهيد أو جريح أو اسير أو مفقود …حتى يتحقق النصر المبين «..نعم يكوينا الشوق إليه ولحكاياتنا الموجعات …ولكن نحن مؤمنون بأن :»الله سبحانه وتعالى « اقرب إليهم من حبل الوريد يحميهم ويحفظهم وينصرهم هو ورفاقه الأباة حراس سورية ..»لن تنكسر عزيمة صبرنا مهما كانت التضحيات «..طوبى للأوفياء الصابرين ..صباح النصر لسورية «وطن شرف إخلاص قائد مؤتمن « ..ابني الغالي :أحمد …بأي حال كنت «شهيدا أو اسيرا «سلمتك لله ولسورية ..صباحك عبق البخور اشتقتلك .
هل كان حسن ابراهيم الناصر في مجموعته من حكايا العشق يقرأ القادم , ولماذا عنوانه :في غيابك اعد النجوم , اليس ابنه كما الشهداء كلهم نجوم, هل كان يعدها ليرى ابنه بينها ..
بقي أن نشير إلى ان للشاعر العديد من الاعمال نذكر منها :ايام بلا اوراق \ جمرات الشوق \ مدينة بلا سور \ امرأة من ندى قصص \لا مكان يتسع للحب .
دائرة الثقافة
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995