واشــــنطن تنظـــــم تحريضـــــاً ضــــد إيـــــران باتهامــــات مزيفــــة

وزير خارجية ترامب بومبيو الغبي يقدم لوسائل الاعلام ادعاءات بأن إيران هي المسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان قرب مضيق هرمز، لكن هذه الاتهامات التي تحمل في طياتها تهديداً بحرب قد تحول جزءاً كبيراً من أوراسيا الى ساحة حرب، والتي أعلن معها بومبيو على الملأ بأن الانجيل هو مرشده في جميع تصرفاته هو عبارة عن ركام من الأكاذيب.
يقول بومبيو إن هذه التخمينات «مبنية على معلومات» لكن ما من معلومات مؤكدة تم الحصول عليها من أي كان وما قدمه بومبيو من قائمة اعتداءات مزعومة على أن إيران قامت بها الشهر الماضي هو اتهام كان جون بولتون قد تعهد بدعمه بالأدلة في مجلس الأمن لكنه لم يستطع فعل ذلك أبداً.
لقد تم الاعتداء على ناقلتي النفط في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يزور إيران ويلتقي المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الزيارة التي بدت وكأنها محاولة لتخفيف حدة التوتر بين واشنطن وطهران ولتخفيف العزلة التي تسعى الامبريالية الأميركية فرضها على إيران وعلى اقتصادها وقبلها بساعات كان آبي قد صرح بأنه على عكس الاتهامات الأميركية إيران ليس لديها أي نية لبناء سلاح نووي فمن يستفيد من هجوم على ناقلات نفط تتبع لليابان في وقت يعقد فيه اجتماع كهذا ؟ بالتأكيد ليست الحكومة الإيرانية، ولو أن تأكيدات بومبيو كانت صحيحة لكان آبي قد أنهى زيارته على الفور.
المسؤولون عن الهجوم على ناقلتي النفط هم من يحاولون إذكاء التوتر في المنطقة وزيادة تهديدات الحرب ضد إيران والمشتبه بهم بوضوح هم واشنطن والأنظمة الخليجية التي تشكل مع واشنطن محوراً مضاداً لإيران مثل اسرائيل والسعودية والإمارات والمرتزقة الذي تستخدمهم العائلة الحاكمة في السعودية وسلطنات البترول هؤلاء هم من يتجرأ على القيام بهكذا هجوم لإلقاء المسؤولية على إيران في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي دفع إيران للتفاوض معه حيث كان قد استقبل مؤخراً الرئيس السويسري في البيت الأبيض وسويسرا هي «الدولة الحامية» التي تمثل المصالح الدبلوماسية الأميركية في إيران، ثم جاء بعده وزير الخارجية الألماني ليضغط باتجاه تنازلات إيرانية، ثم رئيس الوزراء الياباني دون إحراز أي تقدم في مفاوضات بين إيران وترامب، فإيران ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة طالما أن الأخيرة تبقي على العقوبات، لكن إيران لا مصلحة لديها في التشويش على المرحلة الدبلوماسية الحالية وبالتالي هي ليست رابحة من هذا الهجوم إنما أحدا آخر يريد تماماً نسف محاولات الوساطات الحالية.
وفي تعليقاته التي أطلقها اتهم بومبيو إيران بأنها على مدى أربعين عاماً تقود حملات اعتداء ضد أمم «مولعة بالحرية» وأنها تفعل ذلك كي ترفع عنها حملات الضغوط وأن العقوبات الاقتصادية لا تجيز للجمهورية الإسلامية «مهاجمة مدنيين عزل».
بومبيو الذي يتبجح أمام الجميع وهو مدعي الورع والتدين يجسد اجرام الامبريالية الأميركية يقول: «أربعون عاماً من الاعتداء المجاني لإيران» هل يستخف بعقولنا؟ وممن يسخر هو؟.
فواشنطن لم تصفح يوماً عن الإيرانيين بعد أن قلبوا نظام الشاه منذ عام 1979 الذي كان مدعوماً من CIA وواشنطن هي من دفع نظام صدام حسين لغزو إيران وزودته بالسلاح الكيميائي لمهاجمة القوات الإيرانية في حرب ذهب ضحيتها مليون شخص، ومع نهاية هذه الحرب في العام 1988 اندفعت سفينة حربية أمريكية USSVINCENNES في الخليج وأطلقت صواريخ أرض – جو على طائرة خطوط إيرانية فقتلت يومها 290 شخصاً كانوا على متنها.
اليوم واشنطن التي نسفت وبشكل أحادي الجانب الاتفاق النووي الإيراني تفرض عقوبات معادلة لحالة حرب لأن هذه العقوبات ستؤدي الى بؤس 83 مليون إيراني بتدمير فرص عملهم وتعريض ملايين الأشخاص للفقر والجوع وحرمان المرضى من الحصول على دوائهم، إنما المؤكد أنه لا يمكن أن نثق أو نعتمد على كلام بومبيو أو من يمثلون الحكومة الأميركية من جمهوريين وديمقراطيين أو مروجي الدعايات لوسائل الاعلام البرجوازية حول أزمة الخليج وحجج الحرب التي يبتكرونها كما فعلوا في العراق (أسلحة الدمار الشامل) أو الأكاذيب التي افتعلوها حول هجوم في خليج تونكين 1964 لتبرير زيادة التدخل العسكري في فيتنام والتي أدت الى حرب أودت بحياة حوالي 3,5 ملايين شخص في الهند الصينية.
ورغم ذلك علينا أن نأخذ هذه التحريضات على محمل الجد كتحذير خطير فبعد نشرها حاملة الطائرات في المنطقة ومدمراتها B 52 وسفن هجوم برمائية وصواريخ باتريوت مع فرقها، واشنطن تحرض على الحرب لكن حرباً كهذه ستجر الى كارثة عالمية كما هي اقليمية كما أن هكذا حرب ستؤدي الى قيام حركات معارضة قد تأخذ طابعاً ثورياً حتى داخل الولايات المتحدة ذاتها لأن الدفع نحو حرب ضد إيران يتنامى دون إرادة الشعب الأمريكي الذي يعارض الحرب وهو مرتاب بشدة إزاء أكاذيب الحكومة الأميركية ومن يعمل لديها في وسائل الاعلام، كما أن حرباً ضد إيران ستغطي على ما ارتكبته أميركا في العراق من حمام دم وقتل أكثر من مليون عراقي، أيضاً ستجر خصوم واشنطن بمن فيهم الصين وروسيا الى صراع يهدد العالم.
وقد تزداد الضغوطات على ترامب كي يتخذ إجراءات عسكرية ضد إيران لكنه يعلم بأن الحرب أيضاً ستكون كارثية على فرصه في إعادة انتخابه وقد تتحول الضغوطات الكبرى التي يحاول ترامب ممارستها إلى ضغوط كبرى عليه وعلى حلفائه.
عن موقع فالميه

ترجمة مها محفوض محمد
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002

 

 

 

 

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا