استطلاع… «السيلفي» موضة العصر .. أعراض مـرضيـة أم ماذا …؟

ظاهرة انتشرت مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي حتى أنها أخذت تعريفا في القاموس الانكليزي /الاوكسفورد / منذ العام 2013 حسب بعض الدراسات مفاده «أنها صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي « بيد أن هناك دراسات أخرى رجحت أن تكون هذه الظاهرة قد بدأت منذ العام 2002 في أستراليا . بينما يرى آخرون أن هذه البداية تعود للعام 1917 والى المصور الأسترالي توماس بيكر الذي وضع الكاميرا القديمة التي يمتلكها أمام المرآة وارتدى ملابس عسكرية وصور نفسه،
المهم في الأمر أن هذه الكلمة «السيلفي «قد أسست لكلمة أخرى في دراسات علم النفس، قد تكون مرتبطة بها ألا وهي /selfieism/و تعني :»حالة مرضية تطلق على الشخص المهووس بالالتقاط الصور لنفسه بشكل مبالغ فيه ..»
اللافت بالأمر أن العديد من الفتيات اللواتي يقمن بالتصوير وفق هذه التقنية يتصنعون حركات ووضعيات غير معهودة وأحيانا ،بينما هناك بعض الشبان الذين يتصيدون مواقف يقصد في بعضها التحرش أو اصطياد لقطات لآخرين لا يودون إظهار أنفسهم، بمعنى آخر التلصص أو التجسس وخاصة لفتيات أو لأشياء غير ظاهره للعيان .
بلا منية الآخرين
عبير وهي طالبة حادي عشر تقف مع زميلاتها لأخذ صوره أمام إحدى محلات الألبسة اعتبرت أن هذه الظاهرة هي تجسيد للحظات لم تتكرر ،وليست عقدة نقص أو شيء آخر كما يشاع .بينما زميلتها نرجس رأت أنها ظاهره عصرية وتتحقق فيها فوائد كثيرة أهمها أنها ليست مضطرة لأخذ صوره بلباس رسمي كما هو متعارف عليه في المناسبات أو لغايات رسمية أو حتى أنها ليست مضطرة لمنية أحد من المارة أو الأصدقاء عندما تريد التقاط الصورة فهي تجمع كل رفيقاتها حولها وتلتقط الصورة بلحظه واحدة .
تعدٍ على خصوصيات الآخرين
أم جمال المبيض ترى أن هذه الظاهرة يساء فيها أحيانا لبعض المارة في الأماكن العامة ،فعندما يقوم أحدهم بالتقاط صورة في الشارع المزدحم أو في الأماكن العامة كالأسواق أو في المركبات العامة أو في الحدائق يتم التقاط صور لأشخاص لا يريدون ذلك ولا يسمحون بذلك وفي كثير من الأحيان يعتبرون ذلك مساسا بهم وبخصوصيتهم لذلك يجب أن يراعي من يقوم بالتصوير خصوصية الآخرين وأن يحاسب في حال اقتحامه لخصوصية الآخر دون إذن منه ،
سلاح ذو حدين
المدرس مصطفى منور يرى أن هذه الظاهرة تتحمل جانبين أحدهم سلبي وهي عندما نقتحم خصوصية الآخرين بمعنى أن نتقصد تصوير آخرين بغير رضاهم وهذا الأمر يتناقض مع الأخلاق الاجتماعية وهو مرفوض اجتماعيا وأظن قانونيا ،أما الجانب الايجابي فهو أن يتم التقاط صوره حية قد لا تتكرر لاحقا في موقف معين أو مناسبة ما أو حتى بوقت لم نحسب له حساب ،
شركاء في لحظات من حياتي
أم محمد الطحان ترى فيها ظاهرة ايجابية بمعظم الحالات وتستدل في ذلك أنها تشاهد أبناءها في المهجر وأحفادها مجتمعين في لقطات ومواقف لم تستطع الكاميرا العادية التقاطها ،ويشاركها الشاب محمد الرأي في أنه ومنذ سفره إلى خارج القطر لوجده وهو يبعث صور السيلفي لوالديه من المسبح والشارع وفي كل مناسبة تسمح له طمعا في مشاركة أمه وأبية وأشقائه بالدرجة الأولى وأصدقائه بالدرجة الثانية ،وهذا الأمر يجعله سعيدا ويخفف عليه البعد والوحدة ,
حركشات
أما الشاب أمجد ورفاقه فيتجمعون أمام محل لبيع الموالح والمكسرات ويلتقطون سيلفي ويبعثونها لرفاقهم مع ضحكات وأصوات تردد السيلفي والنقرشة خلفي ،وبالمقابل هناك عائله أتت من الأردن لشراء بعض الحاجيات من سوق البزوريه تلتقط صورة سلفي لغايتين الأولى لترسلها إلى الأهل فورا لمعرفة ما يريدونه هناك من أنواع السكاكر والحلويات المجففة وغيرها من المعروضات والثانية لتوثيق زيارتها لتلك المنطقة لما تملك من معالم تاريخية وشعبية .
بالمقابل أم وبناتها أخذوا صورة سلفي من أمام المكتبات في البرامكه وعندما سألتهم بان المكان غير مناسب قالت الأم المهم صورة تجمعني بعائلتي وكل الأماكن بوجودهم حلوه عندما يكبرون ربما ستكون إحداهن في إحدى هذه الكليات ستذكر هذه اللقطة بشوق ,
لكلّ موقف وصف معين
الباحثة الاجتماعية زهره برقاوي ومن خلال دردشة حول هذا الموضوع أشارت إلى أن هذه الظاهرة هي في جانب من الجوانب حالة نرجسية لدى بعض الأشخاص ، أو قد تكون تعبيراً عن شيء يقصده الشخص بعينه ،وفي جانب آخر هو موضة اجتماعية مرافقه لظهور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع ولشرائح مختلفة ومتعددة ،كما أن هناك بعض الدراسات «كالدراسة التي أعدتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي أشارت فيها إلى» حالة من الاضطراب العقلي ،عندما تصبح حالة مزمنة أي بمعدل ست مرات في اليوم على الأقل » ،وقد تكون في أحيان أخرى ,حالة من حالات التجسس على الآخرين بحيث يستطيع أي شخص تصوير شيء غير قادر بالحالات العادية تصويره بحجة تصوير نفسه في موقف أو مكان ما،
بينما علم الاجتماع فيرى في هذه الظاهرة عدوى اجتماعية مركزها الذات وهذه الممارسة من أعراض تحول المجتمعات النامية نحو نموذج العولمة ولكن بنسب متفاوتة بين مجتمع وآخر .
وإذا عدنا إلى كلمة selfitis حسب الدراسة السابقة فهي تشير إلى الاضطراب الذي يشمل على ثلاث مستويات -الأولى تتمثل في التقاط الصور بعدد لايقل عن ثلاث مرات ولكن دون نشرها على مواقع التواصل -والحالة الحادة وفيها يتم التقاط الصور لأكثر من ثلاث مرات مع النشر -أما الحالة المزمنة وتشخص حالة نشط يفقد السيطرة على رغبته بتصوير نفسه على مدار الساعة وينشر الصور ست مرات على الأقل في اليوم وهذه الممارسة تعود إلى إسقاطات نقص أو عقد لدى الشخص الذي يقوم بها وهذا الإغراق هو تعبير عن اضطراب نفسي وخلل يكشفان مؤشرات نرجسية تدفع الشخص إلى محاولات إظهار نفسه وفرضها على الآخرين بسبب إعجابه المفرط بنفسه .
أحد الأساتذة في كلية التربية علق بالقول :إن هذه الدراسات ليست بالضرورة صحيحة و واقعية ولا يفترض بنا الأخذ بكل الدراسات دون إثبات صحتها ,مشيراً إلى أن هذه الظاهرة ليس لها دراسة محلية في الوقت الحاضر.
يحيى موسى الشهابي

التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا