لعب وضحك وحب.. وإبداع..المدرســــــة.. بيئـــــــة مهمــــــة في صقــــل شــــــخصية المبــــــدع أو طمســــــها

بين مآسي الحرب.. وإهمال وتجاهل المعنيين تضيع المواهب المبدعة وتتحمل المؤسسات التربوية وأولها الأسرة والمدرسة هذه المسؤولية ،فهناك كثير من الأهل يكتفون بأجوبة قاطعة «نعم «أو «لا» عن استفسارات وأسئلة صغارهم ويفتقدون مهارة الاستماع لتعليقاتهم ولا تتيح لهم فرصة للعب وخصوصا ًأيام الدراسة وتعتبره مضيعة للوقت ،كما هو حال بعض الإدارات في مدارسنا أيضاً التي تستبدل مواد التربية الفنية والرياضية بمواد أخرى علمية تعتقد أنها أكثر أهمية واستثماراً للوقت ،الأمر الذي يساهم في تعطيل ملكة الإبداع عند طلابنا وأكثر ما يميتها ألقاب سلبية يطلقها بعض المدرسين على الطلاب من مثل أنت غبي.. وكسول ، وتعليقات سلبية واستهزاء بأفكار الطلاب والتعامل مع المعلومة التي يطرحونها على أنها مسلمة لا يمكن نقاشها وزرع الخوف والخجل من رموز السلطة والقدوة في حياتهم.
التحصيل الدراسي والإبداع
أمام الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة للنهوض بالعملية التعليمية التربوية من الحفظ الأصم والتذكر والتلقين السلبي إلى تنمية التفكير الابتكاري من خلال مرونة المناهج وحداثة طرائق التدريس التي تعتمد التفاعل الصفي والذي يهتم بكيفية الحصول على المعلومة أكثر من اهتمامه باستقبال المعلومة وحفظها وتسميعها والوقوف عند وجهات النظر المتباينة ،تفاعل يشرف عليه معلم خضع لدورات تدريبية متميزة تمكنه من تعليم الطالب اصطياد المعلومة ،ما يتوجب عليه الاجتهاد وتشغيل الملكات العقلية العليا للفهم والاستيعاب والتمييز ،مع هذه الآمال والطموح للوصول إلى التميز والإبداع يخطئ الكثيرون حيث يعرفون الإبداع من منظور ضيق للغاية ينحصر في التحصيل العلمي العالي في المدرسة أي من خلال العلاقات المدرسية وهي إن كانت مؤشراً ولكنها ليست مقياساً دقيقاً على الإبداع ،وهناك كثير من العلماء والمبدعين يثبتون صحة هذا الرأي.
فأديسون العالم كان تلميذاً فاشلاً في المدرسة وعالم الفيزياء نيوتن كانت علاماته ضعيفة وعن بيتهوفن الموسيقار الشهير قال معلم الموسيقا..أنه ميئوس منه.
شروط أساسية للإبداع
داخل كل طفل صغير..إنسان مبدع ،هذا ما يؤكده الخبراء في هيئة شؤون الأسرة واليونيسف وفي تشجيع الإبداع عند الأطفال قالوا: الإبداع مهارات تتطور بالتدريب والممارسة والاستكشاف واللعب والتفاعل مع البيئة المحيطة والمبدع ليس الناجح في المدرسة فحسب أو المخترع إنما يتعدى ذلك إلى كل مجالات الحياة الإنسانية والعلمية والحياتية ،والأسرة التي توفر للطفل فرصاً للاستكشاف ويتاح له المجال لطرح الأسئلة ووقتاً للعب وسرد القصص ،تكون له فرصة أكبر لتطور الإبداع لديه ،ومن المهم أن يتحرر الطفل من الأحكام المسبقة التي يقيده بها الكبار ما يعيق تفكيره ومبادرته ، ومن الإجراءات والممارسات التي تساعد على تطوير الإبداع..التشجيع والتقدير لجهد الطالب وليس التركيز على الانجاز وتدريبهم على طرح الأسئلة بشجاعة وثقة بالنفس وتجاوب المعلم مع الأسئلة حتى لو تكررت مع عدم إبداء التذمر من كثرتها ،والتوقعات العالية دائماً من أبنائنا الطلبة والتركيز على النتيجة وليس الجهد من أكبر الأخطاء التربوية التي تعيق الإبداع والخوف يطفئ الرغبة في الإبداع بل يلغيها ويدمرها، ويفجر الإبداع الحب والدافعية والتشجيع والثقة بالنفس.
رعاية المبدعين..مسؤولية مشتركة والمدرسة كمؤسسة تعليمية أساسية ،وبيئة مهمة في صقل شخصية المبدع أو طمسها،وللأسرة الدور الأهم في تشجيع هذه الملكة وتنميتها بتخصيص وقت نوعي للجلوس مع أفرادها والتحدث والاستماع إليهم بحب وهدوء فرح.

رويده سليمان
التاريخ: الاثنين 19-8-2019
الرقم: 17050

 

 

 

آخر الأخبار
تطوير صناعة الأسمنت محلياً.. أولوية لإعادة الإعمار استعراض أحدث التقنيات العالمية في صناعة الأسمنت وتعزيز الشراكات الانتخابات التشريعية خطوة راسخة في مسار بناء الدولة الحديثة تعزيز الوعي الديني وتجديد الخطاب الدعوي.. تبادل الخبرات في المجالات الدعوية والتعليم الشرعي مع السعودية مهرجان "ذاكرة القدموس" للتراث اللامادي يختتم فعالياته الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية سوريا تشارك باجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي الرياضي بالقاهرة      تطلع أردني لتدريس مهن الطيران في سوريا يفتح آفاقاً جديدة   "سوريات" يسقطن الحواجز ويعملن سائقات "تكسي"  مستقبل سوريا يُنتخب.. والشمال يشهد البداية صيانة طريق أتوستراد اللاذقية- أريحا عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي   ترامب يمدد الطوارئ المتعلقة بسوريا لعام إضافي.. إبقاء العقوبات ومواصلة الضغط