الدور الأردني حين يذوب الثلج؟!

ثورة أون لاين : بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
تتزايد التسريبات الأميركية عن الدور الأردني، وتُسلط الصحافة الأميركية المزيد من الأضواء على تعاون المملكة الهاشمية مع الولايات المتحدة الأميركية،

وبالتحديد في تدريب الإرهابيين، ومن ثم تسهيل دخولهم إلى سورية، وعن معسكرات التدريب الثابتة والمتنقلة داخل الأراضي الأردنية.‏

قد يبدو طبيعياً هذا الحديث، لو أن الامر اقتصر على ما يتم تداوله في وسائل الإعلام، لكن حين يتقاطع مع معطيات على الأرض فإن الإجابات المتداولة، وخصوصاً التقليدية منها، لا تكفي للإجابة عن كل الأسئلة، وفي مقدمتها.. لماذا تحشر الإدارة الأميركية الأردن في الخانة الضيقة بتلك التسريبات، وكيف يمكن تفسير هذا التلويح بورقة يعرف الأردنيون أكثر من غيرهم ما فيها وما يعنيه تسريبها في الصحافة الأميركية من دلالات لقراءة توجّه صانع القرار الأميركي؟!‏

في المبدأ، لن يختلف أحد على أن زيارة الرئيس أوباما للمنطقة لم تكن خارج حسابات البيدر الأردني، وكان حصادها المباشر ربما قد صبّ في القناة الأردنية، بالدور والمهمة المحدثة التي تقتضيها الاستراتيجية الأميركية في حلتها الجديدة, وجاءت أغلبية المقاربات المقدمة لتحاكي بعض التفاصيل المنضوية تحت سقفها، ووفق معطياتها.‏

لكن على المقلب الآخر كانت ثمة مفاتيح ضائعة، يصعب دونها فهم «الشيفرة» الأميركية لتسويق الدور الأردني، ومن العسير تفسير بعض الظواهر الطافية على السطح من دون التعرف على الضوابط التي تحكم عمل تلك المفاتيح، وهذا ما يمكن تلمّسه في المعطيات الأولية لهذه الحملة من التسريبات المتعمّدة والتي تقدم رسائل واضحة لا نعتقد أن «الأشقاء» الأردنيين يحتاجون لكثير من الجهد لفك رموزها.‏

فالأردن الذي اعتمد سياسة الغموض المزدوج والذي اقتضى أدواراً تشابه ازدواجية المواقف التي أفصح عنها، كما فرضت ازدواجية في الرسائل التي اعتاد على إيصالها من خلف الستار ومن تحت الطاولة وفوقها، لكنه اليوم يلمس عن قرب معنى الغرق في الفوضى، والتي لا تحتاج حتى إلى عود ثقاب لتشتعل في كل الاتجاهات، ويتوافر لديها ما يكفي من شرارات عابرة للحدود أو ضامرة في الداخل الأردني.‏

ورغم النفي الرسمي الأردني لكثير من التصريحات والمعلومات وبعضها موثق، فإن محاولة إطفاء شرارة التسريبات لا تتيح له المضي في لعبة الغموض إلى النهاية لأنه اقترب كثيراً من فوهة البركان، حين بدت أصابع مخابراته تغوص في المغطس المعدّ أميركياً والممول خليجياً.. ترغيباً كان أم ترهيباً، ولا نعتقد أنه قد غاب عن ذهن السلطات الأردنية ماذا يعني ذلك التهديد، ولا مفاعيل هذا الترغيب.‏

وفي الحالين، وجد الأردن نفسه داخل لعبة شد الخيوط، التي تحدّ من مساحة خياراته، وقد دخل إليها برجليه، وفي ظرف لا يسمح له باللعب في ملعب الآخرين، إذ تقف على الشرفة الموازية لها الرسائل الأميركية المشفرة، تارة في التسريبات الصحفية عن دوره، وتارة في مقاربات زيارة الرئيس أوباما ومفاعيلها اللاحقة، والتي تقتضي الافصاح عن دوره قسراً أو طواعية.‏

المعضلة أن الأردن أدمن على قراءة الرسائل المشفرة تلك كما يريدها الأميركيون.. واعتاد على فهم ما تحتويه سطورها من أوامر عمليات، لكنه في الرسائل المباشرة القائمة على وضوح في تحديد المسار ترتبك حساباته، وتضيف المزيد من التعرج على خطواته، وما ضاعف منها أن السوط القطري -السعودي يعيد خلط الأوراق الأردنية وتقاطعاتها مع الرسائل الأميركية الممهورة بأصبع إسرائيلي, لم يتوقف عن شد الخيوط على العنق الأردني.‏

قد لا يكون الدور الأردني بحاجة إلى رسائل أميركية كي تتّضح أبعاده، لكنها في الموضع الحالي والطريقة التي تدار فيها, تفتح الباب على مصراعيه أمام كرة ثلج تدحرجت حتى النهاية, وحين يذوب الثلج وتظهر حقيقة ما علق، فإن الجمع بين مقتضيات وأحكام الدور الأردني المفتوح منه والمشفر، سيزيد من ارتدادات ما زرعته سنوات «الخدمة» – المحسوبة منها وغير المحسوبة – في مشروع بات من الصعب منع شرارات اشتعاله من عبور الحدود!!.‏

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة