ثورة اون لاين: التصعيد السياسي والإعلامي ورفع منسوب العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية وهو ما أعقب
مؤتمر الدوحة وزيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما للكيان الصهيوني يعطي مؤشرات هامة في مقدمتها ان اطراف المؤامرة على سورية سواء كانت إقليمية او دولية قد استنزفت اكثر أوراق الداخل الى درجة ان رهاناتها عليها قد ضعفت او تلاشت وهنا لابد من الدخول المباشر على خطوط الازمة وضخ جرعات من الأمل تساهم في رفع معنويات المجموعات المسلحة والثمن هو المزيد من نزف الدماء السورية والاستمرار في تدمير البنية التحتية والسعي المحموم لتحطيم المنظومة الأخلاقية للشعب السوري واستهداف بنيته العلمية الشابه التي تشكل الكنز الاستراتيجي لمستقبل الشعب السوري.
ان استهداف الشعب السوري بهذه الطريقة البشعة وهذا القتل اليومي وما يتعرض له المواطنون السوريون الأبرياء من اشكال العنف والتهجير والخطف وصنوف الارهاب اضافة لمعاناتهم الاقتصادية والمعيشية يشكل جريمة مستمرة ترتكب بحق شعب آمن لم يعتدي على احد او يمارس اي شكل من اشكال العنف تجاه اية دولة او جماعة سياسية بل كان على الدوام في صف المدافعين عن حقوق العرب وكرامتهم ووحدة كلمتهم وظل على الدوام يعتبر الارض السورية بيت لكل العرب على اختلاف مشاربهم السياسية وغيرها.
ان القضية في سورية لم تعد سلطة ومعارضة او إصلاح وتغييراو ديمقراطية ودكتاتورية وانما صراع دولي على سورية ومعها تقوده قوى إقليمية ودولية كبرى نفذت من ثغرة في الجدار الوطني فآمعنت في توسيعها لتخرج كل ما في مخبأها من حقد على سورية وشعبها وتدفع ببعض أبنائها ليقتل السوري السوري ويهدم ويدمر كل ما بناه من ماله وعرق جبينه وعصارة فكره ليكون كل ذلك في خدمة أعداء سورية والأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا .
لقد آن الأوان كي يدرك أولئك العابثين والمنخرطين في المؤامرة الدولية على سورية أبعاد ما اقترفته وتقترفه أياديهم من جرائم بحق الشعب السوري وما يرتب على ذلك – حال استمراره- من تبعات وردة فعل ستتجاوز حتما الجغرافية السورية لان الكيل قد طفح وتكشفت كل أوراق اللعبة وأسدلت الستارة عن كامل المشهد فلا عذر ولا ذريعة بعد ذلك لاحد أيا كان العنوان الذي يحاول عبثا الاختباء خلفه او الذريعة التي يبرر فيها فعلته هذه .
د. خلف علي المفتاح