استبيان صحيفـة «الثـورة» حول زيارة معرض دمشق الدولي 2019.. جرعة البداية.. حضور شبابي.. عروض مجانية..وحفلات فنية.. وحشود ينفلت الوقت منها سريعاًً..!
كأنها المرة الأولى… لاتشبه مذاقات أخرى.. ربما نحن نريدها على هذا النحو..!
ما إن ننزلق صاخبين باتجاه بوابات معرض دمشق, حتى نخلع أردية سئمناها, وننطلق كأننا ابطال شريط سينمائي.. لحظات وندفن ذواتنا بفردانيتها المملة, غير آبهين سوى بطوفان آني البطولة فيه للروح الجماعية..!
دون أي تساؤلات..!
ننجح..ونندمج..وسرعان مانتأقلم..كأن قلوبنا خاوية..إلا من هذه اللحظة..
لانختار ركناً وحيداً نعتنقه.. لانأبه بشمس حارقة إلا حين نكتشف أنها أذابت كل أفكارنا المعيقة, وأجبرتنا على البحث عن ماء مثلج نروي به عطشاً بالكاد يغادرنا..!
حين نبدأ باكتشافاتنا الأولى قبل ان يجبرنا المركز الاعلامي.. يمين البوابات على مرور عابر..بعيداً عن الدهشة.. نرنو نحو خيوط شمس حارقة عبرت قبلنا نحو بوابات المعرض, وها نحن ننزلق برشاقة طارئة خلفها بهدوء المنتصر..!
لاتعاند ذاتك..تترك لها الباب موارباً فقط, وتغافل فطنتك, لأن أحاسيسك تسبق تفكيرك, وتترك لها العنان, في مساحة تتوسع كلما حاولت الدوران فيها, لاتفكر أنك داخل أسوار معرض..
ومع أنك دخلت عبر بواباته سنتين متتاليتين, ولايزال بإمكانك العودة الى نقطة البدء..!
مشية سريعة لاتتكئ فيها على أي شيء, مجرد حركات متسارعة, تعاند فيها كل هذا الحضور المزدحم, وكل التكتلات البشرية وحتى تلك التكتلات الصلبة المنفلتة من هياكل حديدية, أو أيا كان خامة المادة المصنوعة منها, هي تبدو وسط بشر تأرجحوا بين السلم والحرب, ليبارزوا الحياة أخيراً بفرادة لايفهمها إلا من تسلق الصعاب فقهرها, وانتصر لذاته أولا, وهاهو يعيد تشكيل حياته وسط جموع, قد تفقد لبرهة فيها كنه تفردك, وقد تجبر على تخلي ملمح اعتقدته هادراً بمفردك.. فإذ به هنا عبء ثقيل.
اطلالاتك المتكررة وسط الحشود, قد لاتفكر بمجرد إلقاء التحية على بعضها البعض, لاتزال حانقة من وجودهما معا, ولاتزال, محاصرة بأنين لايتمرد..استكانته, تمزق صراعات تتتالى, معها, وتصطاد كل مامن شأنه ان يفعّل مخاوفك.. ولكنك تهزمها بثقة, وتبني جداراً من التحدي..وأنت تمضي نحو هدفك بإرادة لاتهزم..
بيانات أولية.. ونقاشات لاتنتهي..!
ليست المرة الاولى التي ننطلق فيها للعمل كفرق نوزع استبيانات ورقية, مع علمنا أن الالكترونية أسهل, ولكننا هنا نضمن اقتراباً واحتكاكاً مع بشر, كلما عاجلتهم, يفاجئونك بقدرتهم على انتزاع ذاكرتهم الحزينة, وتعبئتها مجدداً, بذاكرة فرحة, قد لاتطول, اذ سرعان ماتفرغ لتعود احزانهم, ماإن يغلقوا أبواب منازلهم سواء اكانت أصيلة أم بديلة.. وينكفئون على حزن مرير.. لايمكن لفرح عابر, ان يقتصه..!
بدأنا بالتجول بينهم بمجرد دخولنا بوابات المعرض, نوزع الاوراق تارة, ونتركهم يملؤون استماراتنا, وغالبا كنا نسألهم بسرعة حتى لانعطل تجوالهم أيا كان هدفه..!
الاستمارة ذات الاسئلة الأربعة عشر.. لم نتوقع أنها ستثير كل هذه النقاشات, التي فهمنا عبرها انهم ينتزعون أنفسهم من حالات خاصة.. لإعطاء ذواتهم فسحة ولو مؤقتة لاحتمالات لم تكن تخطر على بالهم سابقا..
غالبية من تحدثنا اليهم لم تفكر بإخفاء أفكارها, وخاصة أن مانطلبه عبر أسئلتنا مجرد انطباعات آنية عن زيارتهم للمعرض, نحاول بعدها تحليل بيانات رقمية.. آملين ألا نحتاط يوما ونحن نطرح أسئلة, إن لم تجد صدى وأذناً.. لن نكون ملامين لأننا فعلنا مايجب فعله.. ولكنهم حينها خذلوا حشوداً وثقت بهم.. وقد تنفلت الثقة سريعا..
ربما وقتها بالكاد يمكن لهذا النبض الهادر الذي يميز المعرض كل عام.. ان يعيد اللمعان لساحاته المتعددة..
التنوع هو مايميز شريحتنا, فقد جاءت بياناتها على الشكل التالي:
بلغت نسبة الذكور 47.60%, بينما بلغت نسبة الاناث 52.30%.
فيما يتعلق بالعمر, تحت 18 سنة بلغت نسبتهم 13%, من18الى 30 سنة بلغت النسبة 45.80%..
من31 الى 43 سنة بلغت النسبة 22.10%, من 44 الى 56 سنة بلغت النسبة 16.40%, فوق 57 سنة بلغت النسبة 1.50%.
فيما يتعلق بالعمل بلغت نسبة الطلاب 23.80%, ونسبة الموظفين 29.10%,
اعمال حرة 11.60%, نسبة بلا عمل 17.40%, اما نسبة اعمال اخرى فقد بلغت 17.90%.
وجوه هادئة وأغنيات صاخبة..!
في مشهد جديد.. بعد أن انطلقت داخلاً, يغادرك هدوءك.. وتقفز بخفة خوفا ان يفلت منك ركن ما, مغادراً دون ان تراه.. تتساءل هل يفكر الاخرون مثلي..؟
لا يأتيك أي جواب..!
الوجوه غالبا هادئة..
والاغنيات صاخبة..
والحضور الشبابي يطغى..
والعروض المجانية تملأ المكان, وتقدم لحظة بهجة للقادمين, تعتقد انهم سيتوقفون في أي لحظة عن عروضهم تلك, إلا انهم يتابعون بنفس حماستهم الاولى.
التفاتات البشر الصاخبة تأتي من كل حدب وصوب.. تتماوج معجونة برياح عكسية, كلما ارتفعت حدتها, تكتشف مدى قدرتك على فعل كأنك تقوم به للمرة الاولى..
لاتشبه طائرة تعاند رياح عكسية لتنطلق, بل تشبهها حين تسابقها في السماء, معلنة أنها قفزت عاليا وأصبحت بمنأى عن أي رياح, لأنها تمتطي السحاب, وتعانق الاجواء.. استعداداً لوصول سريع وآمن نحو وجهتها..!
حين اختار كل من الزائرين ركنه الاثير, وتمركز في نقطة, فارشاً عدته.. سواء في الحدائق المتناثرة أو على اعتاب النوافير ساعياً الى رذاذها الهادئ.. كان المشهد يبدو كلوحة رسمت بعفوية, كل ركن فيها يمتلئ بحكايا لانهائية.. حاولنا رصد ملمحها الخارجي بسؤال توجهنا به إليهم.. حول سبب الزيارة, جاءت نسبة (51.50%) للاطلاع على كامل المعرض
ونسبة(9.10%) من اجل زيارة جناح معين, من اجل الشراء بلغت النسبة (11.80%), والتنزه بلغت النسبة (27.40%).
اعلى النسب جاءت لصالح الاطلاع على كامل المعرض, والتنزه.. ولم تكن النسب مفاجئة.. إذ ان هذين الاحتمالين حققا نسبة عالية في سنوات سابقة..
ففي عام 2018 كانت النسب على الشكل التالي: نسبة 44% جاؤوا للاطلاع على المعرض, للتنزه 23%, زيارة جناح معين 18%, للشراء 15%.
عام 2017 جاءت النسب على الشكل التالي:
النسبة الأكبر من الإجابات جاءت لصالح بند الاطلاع على كامل المعرض, حيث بلغت النسبة 54.7%, تلاها نسبة 23%, من العينة جاؤوا للتنزه, ونسبة 15.8%, جاءت للشراء, ونسبة 5.3%, جاءت لزيارة جناح معين.
من الواضح أنه ومن خلال نسب سنوات ثلاث أن (الاطلاع على كامل المعرض والتنزه) أهم أهداف زوار المعرض, كنا نرى حرصاً لدى الكثير من الزوار للاطلاع ومعرفة كل شيء.. وبعد تعب وقتي يفترشون المساحات الخضراء.. او قرب النوافير التي تحاول رش رذاذها وترطيب الجو.. قرب زوارها.
هذا الملمح يمكن الاشتغال عليه بما يعزز نكهة خاصة للمعرض يمكن للزوار التقاطها في أعوام تالية..
مع العائلة والأصدقاء..!
إذا كان اللافت في المعرض الحضور الشبابي, خاصة في الحفلات المسائية, فان الاجواء العائلية هي الاخرى تتصدر المشهد..
ففي سؤال مع من تزور المعرض, جاءت النسبة الاعلى لصالح العائلة حيث بلغت النسبة(46.50%) بينما بلغت نسبة مع الاصدقاء 40.10%, وبلغت نسبة وحدي (13.20%).
عام 2018 كانت النسب على الشكل التالي:.. فقد جاءت النسبة الأعلى مع العائلة 56%, تلاها مع الاصدقاء39%, ثم وحدك 5%.
عام 2017 كانت النسب على الشكل التالي: جاءت النسبة الأعلى مع الأصدقاء حيث بلغت 49%, تلاها نسبة مع الأهل 41%, وأخيرا نسبة 10 %, زاروا المعرض وحدهم.
في مقارنة بيانية لأعوام ثلاثة نرى ان العائلة دائما تأخذ المكانة الأولى, حتى ان تراجعت في احد الاعوام يكون الامر بفارق طفيف.
ولهذه النسبة دلالة مهمة, تتعلق بطبيعة القدوم الى المعرض, حيث ان العائلات باتت تعتبره طقساً سنوياً, ترتاده للتمتع بكل التنوع والغنى الذي نعيشه مع الأجواء المنوعة.. خاصة خارج الأجنحة حيث تتقن شركات الاغذية استثمارها والدعاية لمنتجاتها بطريقة غالبا ترسخ في الأذهان.
تسهيلات النقل
طقس آخر من طقوس الزيارة تم تأمين تسهيلات كبيرة له, فمع تخصيص «150»باصاً, لنقل زوار معرض دمشق الدولي, من دمشق وريفها إلى مدينة المعارض, ازدادت نسبة الذين اتوا الى المعرض بالباصات, حيث بلغت هذا العام»49.20%»وبلغت نسبة من اتوا بسيارة خاصة (43.60%), اما نسبة من أتى بالقطار فقد بلغت(7.20%)
عام 2018 جاءت النسب: 74% نقل عام, سيارة خاصة 26%.
عام 2017 جاءت نسبة 59 %, من العينة بوسائل نقل عام, ونسبة 41%, بوسيلة نقل خاصة…!
وفي نفس السياق توجهنا بسؤال عن حال الطرقات المؤدية الى المعرض: جاءت الاجابات على الشكل التالي:جيدة (86.80%) وسط 13.10%.
العام الماضي بلغت نسبة جيدة 78%, وسط 22%, أما في عام 2017 أجابت نسبة 57% أنها كانت جيدة, بينما أجاب 43%, أنها كانت وسط…!
عموما حافظت وسائط النقل العام على الصدارة, في السنوات الثلاث, ولايوجد شكوى من حال الطرقات, وبقيت النسبة الاعلى لصالح جيدة..
تدور بنا!
ربما لو قرر القائمون على المعرض فتح أبوابه على مدار النهار كله, لبقيت ساحاته ممتلئة.. هناك شيء ما.. يشدنا ويمنعنا من المغادرة, وحين نغادر مضطرين نتلفت خلفنا, آملين بزيارات متكررة.. كأن الامكنة هي التي تدور بنا وتلتقطنا, لانحن ندور حولها محاولين التقاط احاسيس مغايرة..
احيانا بعض الاشياء من الافضل ألا نفهمها.. وان فعلنا من المهم ألا تأسرنا الخواطر.. سواء اكانت حقيقة.. أم مشتتة..!
تدفق الافكار.. يحسن مزاجك.. ويعيد اليك بعضاً من روح مفقودة, وسط الجموع, التقاطك لإشارة فرح, عابرة, يجعلك تحلق بعيدا عن كل الامورالعملية والمادية التي أعمت بصائرنا, وقيدت جنوح افكارنا وأرواحنا.. دون ان ننتبه, إلى ان للحياة ابعادا اخرى..
بعض التفاصيل البسطة, تعطي عمقا قد لانلحظه الا ان تركنا لارتباكنا ان يطغى لأننا لم نعتد الا التقنع حتى ونحن بأمس الحاجة للتخلي عن أقنعتنا, نشدها إلى وجوهنا كأننا نخاف أن تفلت منا ولو لحظة.. وحده الوقت يذكرنا بأن لاشيء بإمكاننا ان نرتوي منه ونحن على عجل..!
في سؤالنا حول مدة الزيارة جاءت النسبة الاكبر لصالح أكثر من ثلاث ساعات حيث بلغت (65.40%) تلتها نسبة ثلاث ساعات حيث بلغت (18.40%), وتساوت نسبة الساعة والساعتين حيث بلغت كل منهما (8.05%).
في مقارنة للنسبة ذاتها مع أعوام سابقة نرى ان النسب العام الماضي جاءت على الشكل التالي: 64%, ثلاث ساعات 22%, ساعتين 11%, ساعة 3%.
2017 جاءت النسبة الأكبر لمن أمضى أكثر من ثلاث ساعات حيث بلغت 56%, من نسبة العينة, تلاها نسبة من أمضى ثلاث ساعات بنسبة بلغت 19%, بينما بلغت نسبة من أمضى ساعتين 13%, وساعة واحدة بلغت نسبتها 12%.
دائما تصدرت نسبة ثلاث ساعات فما فوق النتائج, لاشك ان السبب أن المكان بساحاته المتجددة, ونوافيره المتأرجحة مع تلك النسمات المسائية وانت تعبر مع مشهد تزداد جاذبيته كلما هجم ضوء العتمة, لأن حينها تتكاثر الخيارات ولايبقى للزائر سوى دروب المتعة والتقاط وتجديد روحه, ولو بمشهد راقص.. احتفى به شاب وفتاة.. وهما يرقصان أغلب الأنواع.. وجميعنا كنا نلتقط الصور ونعيد نشرها علنا نتذكر..!
الاعجاب والرضا
ليس من السهل أن تلفتك الاشياء وتجذبك, حتى وإن كان انجذاباً عابراً, حين كنا نتوجه بسؤالنا.. هل أعجبك المعرض من حيث التنظيم والنشاطات والخدمات؟ وتأتي النسب عالية, لا نستغرب لأن الحالة التي تطغى على الحضور من فرح يجتاحهم وهم وسط كل هذا التنوع من خيارات التنزه والاطلاع, والتسوق.. يجعل من النسب منطقية مهما تزايدت..
في استبيان اليوم جاءت نسبة, أعجبني كثيراً(64.50%) وبلغت نسبة أعجبني (27.60%).
أما نسبة وسط فقد بلغت (7.70%).
في مقارنة مع الاستبيانين اللذين اجريناهما في العامين الماضيين كانت النسب, على الشكل التالي:
عام 2018 جاءت النسبة الأكبر لصالح أعجبني 46%, تلتها نسبة وسط 29%, ثم أعجبني كثيرا 25%.
اما عام 2017 أجابت نسبة 55%, بأنه أعجبها كثيراً, وحل بند أعجبني ثانياً بنسبة 39%, بينما وسط بلغت نسبته 6%.
في سؤال حول رضاهم عن الزيارة جاءت النسب في دورة المعرض الحالي على الشكل التالي: نعم(95.20%) بينما جاءت نسبة لا (3.80%).
عام 2018 أجاب بنعم 90%, لا10%.
عام 2017أجاب بنعم نسبة 89%, وأجاب بلا نسبة 11%.
حول نسب أكثر الاشياء التي أعجبتهم في المعرض جاءت الاجابات على الشكل التالي:
المعروضات 35.03%, التنظيم23.80%, النشاطات المرافقة 21.08%, الخدمات20.06%
حين كنا نرى أحد الاشخاص المعترضين على شيء ما, كنا نتمسك به, محاولين فهم كل مايدور في ذهنه, ولكن الأغلبية كانت تجتاحها حالة رضى واعجاب كبيرين, بالطبع هي ليست حالة عفوية, لأنه من الواضح أن القائمين على المعرض سعوا بكل الجهود الممكنة, لانجاحه كحالة اقتصادية اولا, ومن ثم كحالة شعبية, مدركين أن المعرض لولا هذه الحشود التي تؤمه يومياً.. لما كان له كل هذا اللمعان..!
متغيرات سنوات ثلاث..!
حين كنا نبحث عن اجابات مختلفة يمكن أن نلتقطها من اشخاص زاروا المعرض مرات متتالية خلال سنوات ثلاث, وكان يهمهم أن يروا أبعاداً مغايرة في كل مرة, كنا نجد صعوبة, لأن هذا الاندفاع الداخلي العفوي, يجعل مزاجك ايجابيا, وقد يبرر حتى رؤية السلبي..
المقارنة مع سنوات مضت كانت لصالح دورة هذا العام وجاءت النسب على الشكل التالي: في سؤال هل زرت المعرض العام الماضي:نعم66.50 % لا 33.40%.
أما سؤال المقارنة جاءت النسب على الشكل التالي: تحسن في التنظيم نعم 93.30%, لا6.60%.
زيادة المشاركين (دول وشركات) نعم99.30%, لا6.90%.
تحسن المواصلات نعم 91.60%, لا 8.30%.
نسب العام الماضي جاءت على النحو التالي:
– تحسن في التنظيم جاءت النسب على الشكل التالي: نعم 64%, لا36%.
-زيادة المشاركين (دول وشركات): نعم 53%, لا 47%.
تحسن المواصلات: نعم 81%, لا 19%.
من الواضح أن نسب هذا العام ازدادت بشكل كبير عن نسب العام الماضي, وهو أمر يمكن لكل من زار المعرض أن يلاحظه, من حيث الاهتمام بأدق التفاصيل, والعناية بها.. كل مانتمناه ان تستمر هذه الحالة حتى نهاية المعرض, وأن يتم البناء عليها وتعزيزيها في سنوات قادمة..
هل يزورونه..؟
هناك وجهات نظر حتى لو كانت على عجل, لكن يمكن الاستناد عليها, لفهم ماتوحيه, حتى الايجابية غير المتوقعة, يمكن فهمها ان اتت في سياق لحظة جمعية يغلب عليها طعم فرح مفتقد..!
لذلك لم يكن غريبا ان تأتينا نسبة من ينصح بزيارة المعرض كبيرة هذا العام أيضا كما حدث معنا في العامين السابقين, النسبة هذا العام جاءت على النحو التالي:
12- هل تنصح الآخرين بزيارة المعرض: نعم 98.06%, لا1.90%
2018 هل تنصح الآخرين بزيارة المعرض؟ أجاب بنعم 96%, لا 4%.
2017 في سؤالنا هل تنصح الذين لم يزوروا المعرض إلى الآن بزيارته..؟ أجاب بنعم 98%, وأجاب بلا 2%.
طيلة أعوام سابقة بقيت نسبة من ينصحون بزيارة المعرض كبيرة, وللنسبة دلالات واضحة.. فلو أنه لم يقنعهم ويمتعهم.. لما نصحوا الاخرين بزيارته.
أخيرا..
ومع اقتراب الشريط السينمائي من النهاية.. تفكر بجولة قريبة جداً.. ربما يوم غد..
عادة حين نغادر بعض الامكنة التي تمتعنا.. نحزن.. قلة هي الاشياء التي بات بإمكانها تحريك دواخلنا والتقاط نبض لحظات مغايرة..
هنا الاجواء الجماعية.. والتقلبات المزاجية السريعة بعد أن حل المساء, مع الانهاك والتعب الذي سيطر علينا جراء يوم عمل طويل, يجعلنا نمشي متثاقلين.. دون أن نفقد لهفة وحيوية داخلية نمنحها لبعضنا حين تلتقطنا لحظات حنين وصدق.. حتى لو شعرنا انها قدمت إلينا من وادي سحيق..!
من بعيد.. حين تركب الباص وتستعد للمغادرة وتلقي نظرة اخيرة.. ساهماً.. شارداً, نظرة خاطفة تعيدك إلى الداخل, تعبك المضن يعوق تفتح لحظي وانت تسند رأسك منتظرأ ان تهب عليك بمجرد وصولك الى عملك, رياح توقعتها في بداية الحرب.. لا في النهايات..
فاذا وبمجرد البدء بإعلان الحرب صافرة النهاية, تمتد رؤوس انتظرت بلهفة أن تخطف فرحة هذه اللحظة ولو بعرقلة بسيطة, كفعل مواز لحنق تعبق به عتمة قلوبهم, سيبقون يتربصون بنا في الخفاء.. مجرد اشارة.. لحظة.. سرعان مانطفو عليها.. ونعود الى انوار المعرض نلوح مودعين..
مؤكدين هناك نور عام سيسطع قريبا علينا, وسيكون من الصعب اطفاؤه.. وسيحتاج الى أشرطة سينمائية لانهائية.. سنصر فيها على أن تكون البطولة جماعية..!
أجرت الاستبيان: سعاد زاهر
فريق العمل:غصون سليمان- آنا خضر- فاتن دعبول- هفاف ميهوب- سناء أبو دقن- يحيى الشهابي- رانيا صقر
التاريخ: الاثنين 2-9-2019
الرقم: 17063