«بناء العقل», شعار أصيل توج النسخة الـ (٣١) لمعرض دمشق الدولي لهذا العام الذي تزامن مع انتصارات سورية في حربها على الإرهاب, لتؤكد من جديد أن الغلبة للعقل لا للجهل والتخلف والإرهاب.
حصاد جهود وطنية
ويعد معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد الوطنية تقليدا سنويا أصيلا يحمل في مضامينه بعدا ٱخر لشمس الشام التي لم تغب منذ ٱلاف السنين, وجاء المعرض, متوجا بجهود تنصهر ليزهر بين يدي كل زائر ومتابع وقارئ, جهود اشرفت عليها وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية, وتضافرت معها جهود كافة الوزارات والمؤسسات المعنية بالكتاب والثقافة, بدءا من وزارة الثقافة وليس انتهاء باتحاد الناشرين السوريين, مرورا بوزارات الإعلام, والتربية, والتعليم العالي, والأوقاف, إضافة إلى اتحاد الكتاب العرب, وغيرها من الجهات المعنية, وحظي المعرض بالاهتمام والرعاية الكريمة من سيد الوطن الرئيس بشار الأسد, وهي الرعاية التي أعطت للمعرض بعد المعنى وألق الكتاب.
أكثر من (٥٠) ألف عنوان
وفي لقاء مع (الثورة), أضاف الأستاذ سمير عدنان المطرود معاون المدير العام لمكتبة الأسد الوطنية, أن لموسم هذا العام خصوصية بالغة إذ أنها تزامنت مع انتصاراتنا على الإرهاب, وانعكست من خلال حجم المشاركات الداخلية والخارجية التي شغلت أكثر من (٢٦٠) جناحا, وشملت أكثر من (٥٠) ألف عنوان من الكتب العربية والأجنبية, توزعت على كافة مناحي الحياة الإنسانية والأدبية والأخلاقية والتاريخية والسياسية والفكرية, إضافة إلى التواجد اللافت لكتب الأطفال.
فسحة هواء وإشعاع ضوء
واعتبر السيد المطرود, أن المعرض الذي يشغل مساحة تمتد على نحو (٢٠) ألف متر مربع, ضمن حرم مكتبة الأسد الوطنية, وتندفع إليها تشاركية فعالة من كافة الجهات ذات الصلة بالكتاب وبالحرف وبالكلمة, والفكر, إنما هي بالمعنى البعيد, تشاركية تستهدف القارئ السوري بكل شرائحه وميوله, لتكون فسحة الهواء النقي الجديد في عالم الكتاب, وإشعاع الضوء الذي يبحث عنه المتلهف للفكر والمعرفة, فالمعرض فرصة من ذهب لملتقى المثقفين والكتاب والمبدعين والإعلاميين, وهو جسر التواصل بين كل هؤلاء, ودور النشر العامة والخاصة, الذي يثمر في محصوله عن منجزات جديدة, في الحياة الفكرية والأدبية والعلمية.
بوابة للتوسع والانتشار
السيد موفق حافظ, مسؤول جناح دار الحافظ للنشر, قال: نشارك منذ أكثر من (٢٠) سنة في المعرض, خاصة وأنه كان بوابة لمشاركاتنا في المعارض الخارجية, واعتبر أن الدار واكبت تحديات الكتاب الرقمي, باستخدام منهج التفاعل الصوتي لاسيما في كتب الأطفال, التي تترافق الكلمة فيها مع الصوت, مؤكدا أن هذا ما أسهم إلى جانب اختيار الدار للعناوين الجادة, إلى التوسع والانتشار, مع الحرص على تقديم الكاتب السوري والكتاب السوري بالشكل والمضمون الأمثل.
هدفنا الوصول للقارئ السوري
السيد رضا عوض صاحب دار (رؤية) من مصر, قال: كانت انطلاقتنا الأولى من معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد الوطنية منذ العام(٢٠٠٦ م), وقد وضعنا في أولوياتنا الوصول للقارئ السوري, فهنا لدينا مساحة واسعة من القراء, والمبدعين, وامتدح السيد عوض ذائقة القارئ السوري, وتماهي رسالة الدار معها, مؤكدا أن (رؤية) تحرص على تقديم العناوين الفكرية والمعرفية, التي تسهم في إشغال العقل وتشكيل الوعي, وتعزز ثقافة الانتصار على الإرهاب وفكره المتخلف, وثمن القارئ السوري الذي حرص على تداول الكتاب رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة ما توجب على الدار مساعدته في الحسم إلى الحد الأقصى من قيمة الكتاب, معتبرا أنه للقارئ السوري وحده ترفع القبعة احتراما وإجلالا.
فقد كان معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد الوطنية في نسخته الـ (٣١), موسما مورقا وارف الظلال, وعرسا للثقافة والفهم في مواجهة التخلف والفكر الإرهابي العفن, وها هم السوريون, تمضي قافلتهم إلى الأمام بثبات, بينما يواصل الأعداء النباح.
عبدالمعين زيتون
التاريخ: الاثنين 23-9-2019
الرقم: 17081