مشاهد الهزيمة

 

مشهد انسحاب القوات الأميركية المحتلة، بعد إخلاء الكثير من قواعدها غير الشرعية في منطقة الجزيرة، وإن كان يدل على مدى التواطؤ والتنسيق المباشر مع نظام أردوغان في عدوانه المتواصل على الأراضي السورية، ولكنه يعكس في الوقت ذاته واقع الهزيمة التي منيت بها المشاريع الأميركية، واندحار تلك القوات تحت يافطة الاتفاق مع المجرم أردوغان، والتخلي عن (قسد)، لا تعدو أكثر من محاولة تجميل لتلك الهزيمة، حفاظاً على ما تبقى من ماء وجه لدى المحتل الأميركي.
ما يثير الانتباه هو تعمد تلك القوات المحتلة تدمير معظم القواعد المنسحبة منها، وإحراق الوثائق وأجهزة الاتصال والحواسيب والشاشات، في تأكيد واضح على أن الاحتلال أراد عدم ترك أي معلومة، أو أثر صغير وراءه، يثبت إشرافه المباشر على إدارة عمليات داعش الإرهابية، وحجم الدعم المقدم للتنظيمات الإرهابية الأخرى التي جندها ودربها، واستثمر كثيراً في جرائمها قبل أن يضعها تحت أمرة شريكة التركي في الإرهاب.
واللافت أيضاً حرص قوات الاحتلال الأميركي المندحرة على نقل المئات من إرهابيي داعش وعوائلهم المعتقلين لديها في منطقة الجزيرة إلى العراق، بهدف ضمان حمايتهم والحفاظ على حياتهم، وهذا يثبت مجدداً مدى الإصرار الأميركي على التشبث بإرهابيي التنظيم، والاستحواذ عليهم، كي تتصرف الولايات المتحدة منفردة في عملية إعادة تدويرهم، واستخدامهم في مناطق ودول أخرى لتنفيذ أجنداتها ومخططاتها، في سياق حروب الوكالة التي تشنها على الكثير من بلدان العالم، لنهب ثرواتها ومقدراتها، من جهة، ولمحاولة فرض هيمنتها وسطوتها من جهة ثانية.
ويبقى الأكثر دهشة التناقض الأميركي بقرار انسحاب القوات الأميركية المحتلة، حيث أعلن ترامب أن كافة جنوده سيعيدهم إلى بلادهم، وفي وقت لاحق قال إنه يرد الحفاظ على (قوة محدودة) لحماية الحقول النفطية، وإنه سيرسل إحدى الشركات النفطية الأميركية الكبرى للعمل بتلك الحقول، وكأنها محمية أميركية طبيعية، وقد أكد وزير حربه مارك اسبر هذا الأمر بإشارته إلى أن بعض قواته ستبقي على احتلالها لبعض المناطق المحاذية لحقوق النفط شمال شرق سورية، تحت مزاعم حمايتها، والسؤال كيف سيقوم بحمايتها وهو من يقوم بسرقة النفط من آبارها وبيعها عبر وسطاء ومنهم نجل أردوغان وأفراد من عائلته لدعم داعش ومده بالسلاح والذخيرة، فمجرد الإفصاح الأميركي عن بقاء بعض القوات المحتلة لاستكمال عمليات نهب النفط، يختزل كل الأهداف الحقيقية التي تقف وراء الغزو الأميركي لسورية، أو غيرها من باقي الدول، حيث تبقى أميركا وحدها راعية الإرهاب العالمي.
ناصر منذر

التاريخ: الأربعاء 23- 10-2019
رقم العدد : 17105

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟