الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، إلى جانب نظام أردوغان، يشكلون الثالوث الإرهابي الأخطر في الوقت الراهن، والأكثر قلقاً وتخوفاً من عودة الأمان والاستقرار لسورية، واستعادتها لموقعها ودورها المؤثر والفاعل على الساحة الدولية، ولهم المصلحة الأكبر في مواصلة نشر الإرهاب، ودفع مرتزقتهم لارتكاب المزيد من العمليات الإجرامية لترهيب الشعب السوري، ومحاولة ثنيه عن التمسك بخياراته وثوابته الوطنية.
العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، تزامن مع تعرض حافلة مبيت عسكرية في بادية تدمر شرق المحطة الثالثة لهجوم إرهابي بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من العسكريين، وقبل ذلك بأيام قليلة استشهد عسكريان، أحدهما ضابط في اعتداء غادر من قبل إرهابيي “قسد” على حاجز للجيش العربي السوري في منطقة تل تمر بريف الحسكة، فيما اعتداءات النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين على القرى والبلدات الآمنة في الشمال لم تتوقف يوماً، وهذا يثبت مجدداً أن تصعيد العدوان من قبل الثالوث الإرهابي، يبدو منسقاً وفق خطط معدة مسبقاً في إطار عملية تكامل الأدوار بين أقطاب الحلف العدواني.
الهجوم الإرهابي الذي نفذه “داعش”، واستهدف حافلة نقل عسكرية في منطقة البادية السورية، هو رسالة أميركية واضحة تدل على نية إدارة بايدن مواصلة العمل على إعادة هيكلة هذا التنظيم الإرهابي كرديف لميليشيا “قسد”، ويكون أداة ضغط أخرى تستنزف من خلاله الولايات المتحدة قدرات الجيش العربي السوري، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، تأتي دائماً استجابة لتعليمات وأوامر أميركية مباشرة، لتشكل تلك الاعتداءات غطاء لجرائم نظام أردوغان، ما يعني أن ثمة توجهاً أميركياً – صهيونياً تركياً لتكريس واقع ميداني يبقي احتمالات المواجهة مفتوحة على كل خيارات التصعيد، لمنع الدولة السورية من إعادة بسط سيطرتها على كامل أراضيها.
ثالوث الإرهاب الأميركي والصهيوني والتركي، يعمل وفق أجندة أميركية واضحة، إذ إن أهداف الولايات المتحدة من وراء إرهابها وعدوانها المتواصل باتت واضحة ومكشوفة، وهي عاجزة عن تحقيقها رغم ما تمتلكه من قوة غاشمة، وأدوات إرهابية لا تعد ولا تحصى، هي تلهث لإخضاع سورية ومصادرة قرارها السيادي، وتحييدها عن ثوابتها ومبادئها الوطنية والقومية، وأيضاً لتثبيت احتلالها لإيجاد موطئ قدم دائم يخدم مصلحة العدو الصهيوني ويساعده على التمدد والتوسع على حساب حقوق شعوب المنطقة، وإعطاء وجوده الاحتلالي صفة الشرعية، وكذلك ضرب محور المقاومة باعتبار سورية حاضنة لهذا المحور الذي يشكل حائط سد منيع بوجه المخططات والمشاريع الصهيو-أميركية، ولكن هذه الأهداف محال تحقيقها، لأن وقائع الميدان، وما أفرزته من تثبيت معادلات قوة رادعة، تجعل مخططات إدارة الإرهاب الأميركية محكوماً عليها بالفشل مسبقاً.
البقعة الساخنة- ناصر منذر