تحدث بايدن على مدى ما يقرب من ساعة ونصف الساعة خطاباً يعتبر ثلاثي الزوايا الحادة.. بعد غيابه عاماً كاملاً عن شعبه وفق قوله.. متشدقاً بالديموقراطية.. التي اعتبر اتحاد ولاياته هو أول الداعين لها، والعامل على تسويقها للعالم، بل وحاميها والمدافع عنها في جميع دول العالم.
خطاب بايدن كان رسائل أراد منها الوصول إلى صندوق الاقتراع في منتصف الفترة الرئاسية، فأفرد ثلث خطابه عن الحرب الروسية الأوكرانية، مطمئناً شعبه في البداية أنه لن يدخل حرباً ضد روسيا، لكنه سيمد أوكرانيا بالسلاح ومن يرغب بالوقوف معها من دول الناتو في حربها.
وأنه سيساعد زيلينسكي (المهرج المعتوه السكير) رئيس أوكرانيا الذي ولَّته الإدارة الأمريكية بتوجيه بريطاني رئاسة أوكرانيا، ليكون في المواجهة لاستفزاز الروس، قال بايدن جملة لعلها لم تلفت انتباه العديد من مستمعيه، حيث لم يعلق عليها المتحدثون ممن فندوا خطابه..
قال بايدن: إن بوتين لم يخطر له أننا نسقنا منذ شهور مع دول مجاورة، لكيفية الرد عليه إن تحرك باتجاه أوكرانيا، كأنه يعلن أنها (صيدة) كتلك التي أرادوها لسورية وفشلت غايتهم، ولن يتحقق ذلك في روسيا.. لم يكن على بايدن إلا أن يقول: إنها رسائل الرب له، كما قال بوش الابن.
بايدن الذي عمل بشكل مباشر على شيطنة الروس باستفزازهم، يعلم تماماً أنهم لن يقبلوا أن يكون الناتو على حدودهم؛ مهدداً أمنهم القومي.. ماذا يا بايدن، هل لابد من فتح مخازن السلاح وإغراق الشعوب بمزيد من الدماء، وتحميلهم ديون البنك الدولي، هل تَصرفها من ديون بلادك؟.
أما فاتورة الدم فأنت غير معني بها، لأنك لن ترسل جنودك إلى أي مكان كما صرحت، كفاك من قتل في العراق وأفغانستان. عادتا إلى ما قبل التاريخ خربتم حضارتهما وهتكتم مستقبلهما بلعنة ديموقراطية بلادك المسمومة، ملمحاً أن ما سيحدث لروسيا هو السيناريو ذاته وأنها ستندم.
كما تعهد لأهالي قتلى جيوشه المنتشرة في أكثر من ثمانين قاعدة في العالم، بالرعاية التامة وكذلك لجرحى حروبه غير المتكافئة والمرضى منهم الذين يصابون بالسرطان من جراء الدخان الذي يتنشقونه وهم في الحفر التي يعيشون فيها.. كل ما أعلنه محاولة لكسب أصوات ذويهم.
أما الثلث الثاني لخطابه فكرسه لأحلامه الوردية في الاقتصاد الأمريكي وأنه رجل الأفعال لا الأقوال.. والذي صفق له الحضور وقوفاً عشرات المرات.. بإعلانه مكافحة الفساد ومتابعة تحصيل الضرائب ممن أثروا في فترة الكورونا والتخفيف من البطالة وإعادة تشغيل المعامل.
لن يمنحه هذا الحديث برؤية معظم المحللين والمتابعين، أكثر من 1%من ارتفاع استطلاعات الرأي حول قيادته الضعيفة.. والتي لا تنبئ عن منحه ما يبقيه في البيت الأبيض لإتمام ولايته أقحم بايدن في خطابه شهوداً على تفاصيل ما تحدث به.. ضباطاً وقضاةً ورجال أعمال وأوكران.
أما الثلث الثالث فأفرده للتحدث عن الأوضاع الصحية، والأمراض المزمنة كالقلب، والسكري وأنه لابد من تكثيف الأبحاث وصولاً للخلاص منه؛ فمعظم شباب أمريكا يعانون من النوع الأول.. مستشهداً بفتى حضر معهم يستعمل الأنسولين وأبيه فلابد من توفر العلاج والقدرة الشعبية لشرائه.
وأفرد للكورونا دقائق رافضاً مقولة ترامب بتأصيل التعايش معها، بل إيجاد اللقاح الناجح على شكل حبوب تصل لكل المواطنين. وتوفير الفحص المجاني لهم وأنه لن يبخل على العالم بلقاح الفايزر، كما تحدث عن ضرورة رعاية المسنين شاكراً المتطوعين. وضرورة فتح المدارس… يتبع
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش