الثورة- ترجمة ختام أحمد:
ينتظر أكثر من مليوني فلسطيني شروق الشمس وانتهاء هذا الليل الطويل المظلم- أكثر الحروب وحشية في التاريخ ضد الفلسطينيين- في هذه اللحظة المهمة، التي أُعلن عنها في واشنطن لا يزال الأمل، القريب والبعيد، يواجه تحديات جمة.
وأبرز هذه التحديات هو ما إذا كانت حماس وإسرائيل ستقبلان خطة إنهاء الحرب، أم أنهما ستفرضان شروطاً تُطيل أمد محادثات التنفيذ وتُقوّض الفرصة.
من الواضح أن حماس غير راضية، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يعد لحماس حلفاء يحمونها- حتى قطر وتركيا وافقتا على الخطة وتدعمانها، وتشاركان إلى جانب مصر في المفاوضات، وإيران لم تعد قادرة على مساعدة حماس بعد أن فقدت الكثير من قدرتها العسكرية الداعمة.
أما نتنياهو، فهو لا يجرؤ على تحدي الرئيس ترامب، الذي يملك القدرة على إسقاطه من خلال علاقاته مع كتلته السياسية- وقد ينتهي به الأمر في السجن.
كما من المرجح أن تُلقي حماس سلاحها في نهاية المطاف، وأن يغادر قادتها الميدانيون إلى الجزائر أو تركيا، كما يُقترح، ولكن ليس بهذه السرعة، نادراً ما تتوصل إلى تفاهمات وقف إطلاق النار بسهولة، إذ يتمسك كل طرف بتفسيراته ويضيف شروطاً وضمانات جديدة.
يقول أولئك الذين صاغوا خطة وقف إطلاق النار وإدارة غزة، إنهم استفادوا من تجارب سابقة في البوسنة وتيمور.
ستشمل اعتراضات حماس المتوقعة: أولا، دخول القوات الإسرائيلية إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها سابقاً، إذ لن تكتفي حماس باستعادة رهائنها ورفات مقاتليها، ثانياً، ستعترض على استبعادها من الحكم المدني في غزة، وهو ما يزيد الطين بلة بنص الخطة على تولي السلطة الفلسطينية إدارة الأجهزة البلدية والصحية والتعليمية والقضائية والأمنية المدنية.
ثالثاً، لا تزال طبيعة الضمانات المقدمة للحركة غير واضحة- بما في ذلك ما إذا كانت إسرائيل ستمتنع عن ملاحقة أو اغتيال أعضاء حماس في السنوات القادمة، وهو أمر دأبت عليه إسرائيل لعقود.
لدى نتنياهو اعتراضاته أيضاً، فالاتفاق يحرمه من وعده بالسيطرة على غزة ويمنع تهجير سكانها، حتى المسموح لهم بالمغادرة طواعيةً مكفول لهم حق العودة، وفقاً لبند في خطة توني بلير، ولا يجوز مصادرة ممتلكاتهم.
علاوة على ذلك، يتعين على إسرائيل- التي تعتقد أنها ضيّقت الخناق على حماس واقتربت من مخابئها وأنفاقها بعد شنّ هجومها على مدينة غزة- الآن أن تتوقف وتُطلق سراح حوالي 2000 فلسطيني مقابل الرهائن المتبقين، أحياءً وأمواتاً، هذا ليس النصر الذي خطط له نتنياهو، وقد ينقلب عليه سياسياً، ومع ذلك، لا يزال هناك أمل كبير في أننا نشهد نهاية الحرب- حتى مع معارضة شديدة من حماس ونتنياهو.
المصدر _ Alarabiya English