الثورة – ناديا سعود:
في أجواء وصفت بأنها ديمقراطية بامتياز، شهدت المكتبة الوطنية بدمشق تفاعلاً واسعاً من قبل الهيئة الناخبة والمرشحين في انتخابات مجلس الشعب، وسط مشاعر من التفاؤل والمسؤولية، انعكست في تصريحات عدد من المشاركين الذين التقتهم “الثورة” خلال متابعتها لسير العملية الانتخابية.
فراس نعمو- وكيل أحد المرشحين عن منطقة ركن الدين، أكد أن الأجواء الانتخابية اليوم ديمقراطية بكل معنى الكلمة، مشيراً إلى أنه لا يمكن مقارنة هذه الانتخابات بالانتخابات السابقة، لأن النظام الانتخابي اليوم يختلف جذرياً عن أي تجربة سابقة، مضيفاً: إن المرحلة الحالية هي مرحلة انتقالية صعبة جداً، والمجلس المنتخب يُعد مجلساً تأسيسياً غير دائم، لكنه يمثل خطوة إيجابية نحو ترسيخ حالة ديمقراطية حقيقية على أرض الواقع.
وأشار إلى أن روح المحبة والألفة تسود بين الناخبين واللجان والمرشحين، لافتاً إلى أن التنافس يجري على نطاق ضيق، إذ يبلغ عدد الناخبين نحو 500 ناخب فقط، ما يعزز من شفافية العملية.
وتابع: نتمنى أن يكون المجلس القادم على قدر ثقة الناخبين والأعيان، وأن يكون الوطن راضياً عن هذه الانتخابات.
كما تمنى نعمو مشاركة أبناء الشمال السوري، ولكن الظروف لم تسمح بذلك، مؤكداً أن الشركاء الإقليميين والدوليين يولون اهتماماً كبيراً لتأسيس نظام ديمقراطي في سوريا، يضمن الحقوق الأمنية والسياسية وحقوق الأقليات.
وختم حديثه بتوجيه الشكر إلى صحيفة الثورة، التي وصفها بأنها صوت الوطن، قائلاً: تتابع همومنا اليومية، وأتمنى أن أراها أقوى من أي وقت مضى، فهي تحمل اسماً كبيراً هو الثورة.
من جهته، أوضح القاضي الدكتور وليد منصور، أستاذ القانون الدولي وأحد أعضاء الهيئة الناخبة، أن اختيار المرشحين تم وفق أسس وضوابط محددة تراعي الكفاءة والقدرات والعلاقات الاجتماعية في الأحياء، مبيناً أن الترشيح جرى على مستوى الأحياء لضمان تمثيل حقيقي وقريب من الناس.
وأضاف: هي تجربة جديدة ربما ليست مثالية، لكنها بداية جيدة نأمل أن تتطور في المراحل القادمة نحو أرقى درجات الممارسة الديمقراطية، مشيراً إلى أهمية استقطاب الكفاءات القادرة على النهوض بالبلد وتحقيق نقلة نوعية في المجالات القانونية والإدارية والسياسية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تغييرات جوهرية وإصلاحات حقيقية في البنية القانونية.
أما محمد جمال شمدين، أحد أعضاء الهيئة الناخبة في مدينة دمشق، فقد تحدث عن تفاصيل العملية الانتخابية قائلاً: قطعنا مراحل متعددة حتى استقرت القوائم على 500 ناخب، واليوم نعيش أجواء من الحرية والديمقراطية تختلف تماماً عن التجارب السابقة، مضيفاً: نحن نخطو أولى خطواتنا نحو ممارسة حقيقية للديمقراطية والتعبير الحر، بهدف إيصال الشخص المناسب إلى المكان المناسب.
وأوضح أن الانتخاب أمانة ومسؤولية، سواء على من يرشح نفسه أو على من يدلي بصوته، لأن عضو المجلس القادم سيكون بمثابة سفيرٍ للناس ووسيطٍ بينهم وبين السلطة، مختتماً حديثه: نعيش اليوم بوادر خير حقيقية لتجديد الحياة السياسية في بلدنا، وهي تجربة متعطش لها الجميع.
وفي السياق ذاته، عبّرت نور العلبي، عضو ناخبة، عن ارتياحها للأجواء العامة، ووصفت اليوم الانتخابي بأنه يوم مميز بعد أسبوع كامل قضاه المرشحون والناخبون معاً في تفاعل مباشر، وقالت: كانت تجربة جميلة ومتعبة في الوقت نفسه، لكنها أتاحت لنا التعرف على بعضنا وعلى كفاءات المرشحين، وشعرت بمسؤولية كبيرة عندما مارست حقي بالتصويت.
وأضافت: سوريا لم تكن تمارس العمل السياسي بهذا الشكل من قبل، واليوم نعيش تجربة مختلفة كلياً، منظمة يسودها النظام والترتيب والأمان، منوهة بجهود رجال الأمن والتوجه بالتبريكات لجميع المرشحين سواء فازوا أم لا، لأنهم خاضوا تجربة وطنية مهمة، مضيفة: نحن جميعاً أبناء بلد واحد، وما عشناه اليوم هو فرحة مشتركة وخطوة نحو مستقبل أفضل لسوريا.