الثورة- نور جوخدار:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال” أن “إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي أطلعنا حماس عليه وشاركناه معها”، مؤكداً أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فوراً، وسيبدأ تبادل الرهائن والسجناء، وقال: “سنهيّئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب”، وأرفق منشوره بخريطة ملونة تظهر حدود الانسحاب باللون الأصفر داخل قطاع غزة.
الخريطة الجديدة تكشف استمرار السيطرة الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب القطاع، بما في ذلك محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، إلى جانب بقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة خُزاعة في محافظة خان يونس، مدينة بيت حانون شمالًا، فيما يتوقع انسحاب الجيش الإسرائيلي من محوري موراغ ونيستاريم للسماح بحرية التنقل بين المناطق التي ستخليها القوات الإسرائيلية.
تزامناً مع الإعلان الأمريكي، تستعد القاهرة، الاثنين 6 تشرين الأول 2025، لاستضافة وفدين من إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة وفود من الولايات المتحدة وتركيا، لبحث “الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل الرهائن والأسرى”، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”بي بي سي” إن المفاوضات ستتركز حول خرائط الانسحاب، وآليات وقف إطلاق النار، ونزع سلاح حماس، وهي القضايا الثلاث الأكثر تعقيداً في المشهد الحالي.
وتنص خطة ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023، والتي خلّفت عشرات آلاف الشهداء، ودماراً هائلاً في قطاع غزة على وقف القتال، وتبادل الأسرى، وإدارة انتقالية، ونزع السلاح، وإعادة الإعمار، وضمانات أمنية، مع التلميح إلى إمكانية إطلاق مسار سياسي مستقبلي يفضي إلى دولة فلسطينية “قابلة للحياة”، إذا ما تم تنفيذ “الإصلاحات المطلوبة”، وفق نصوص الخطة.
وتشمل الخطة في خطوطها العريضة، على وقف القتال، وتبادل أسرى، وإدارة انتقالية، ونزع سلاح، وإعادة إعمار، وضمانات أمنية، مع التلميح إلى إطلاق مسار سياسي مستقبلي يفضي إلى دولة فلسطينية.
كما تنص الخطة على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة من دخول وقف النار حيّز التنفيذ، مقابل إطلاق سراح نحو 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، و1700 أسير آخرين بينهم نساء وأطفال.
أما بالنسبة لإدارة القطاع، فتقترح الخطة تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية مستقلة تشرف عليها هيئة دولية مؤقتة تُعرف باسم “مجلس السلام” برئاسة ترامب وبمشاركة شخصيات دولية مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مهمتها ستكون إدارة الحياة اليومية للفلسطينيين، والاهتمام بمسألة التمويل بهدف إعادة إعمار القطاع.
وتنص الخطة الأمنية على تفكيك كامل للبنية العسكرية في غزة تحت إشراف دولي، بمشاركة قوة عربية- إسلامية مؤقتة، تتولى أيضاً تدريب أجهزة الأمن الفلسطينية والتنسيق مع مصر والأردن وإسرائيل.
غير أن تسريبات لصحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن حماس قد تقبل بنقل “الأسلحة الهجومية” إلى مصر، لكنها ترفض تسليم الأسلحة الدفاعية التي تعتبرها ضرورية لحماية غزة.
وتتّجه الأنظار إلى القاهرة التي تستعد لاحتضان مؤتمر فلسطيني موسّع حول مستقبل غزة بعد الحرب، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة بداية تحول سياسي جديد في الصراع، إذا ما نجحت الخطة الأمريكية في تثبيت وقف النار وتجاوز الخلافات حول التفاصيل الأمنية والإنسانية.