الثورة – هيثم قصيبة وسهى درويش:
تواصلت العملية الانتخابية منذ صباح اليوم في القاعة الرئيسية بمبنى محافظة اللاذقية، إذ تنافس ٣٠ مرشحاً على ثلاثة مقاعد.
“الثورة” كانت حاضرة في مركز الانتخابات، واستقصت آراء بعض أعضاء الهيئة الناخبة حول سير العملية الانتخابية والأجواء السائدة، ومدى الرضا حول طريقة الانتخابات.
اختيار الكفاءات
عضو الهيئة الناخبة المهندس عدنان أمهان، أكد أن الجو الانتخابي اتسم بكامل الحرية من دون أي إملاءات أو قيود، وتم التنافس بين الأعضاء بروح الأخوة، وبالمحصلة ستكون النتيجة باختيار الأجدر على تمثيل الشعب، وخاصة أن الأغلبية من المشاركين هم من الكفاءات العلمية والثقافية.
وأشار إلى أن اللجنة الناخبة تم انتقاؤها بعد تفاعل مجتمعي وحوار تشاركي بين مختلف فئات الشعب السوري في مدينة اللاذقية الغنية بتنوع أطيافها، فالمحبة والوئام والتكاتف، تجمع الكل في بوتقة وطنية متعاضدة ومنسجمة.
ولفت إلى أنه كممثل عن المكون التركماني، كانت له لقاءات كثيرة مع النخب والوجاهات والمثقفين، وحصل التعارف المريح بينهم، مضيفاً: بصراحة تم اختيار أعضاء اللجنة الناخبة من التركمان بشكل ديمقراطي، إذ يعبرون عن الانتماء النهائي للوطن السوري الجميل.
تجربة مميزة
وأضاف نعيم حسن سواح: عمري يشارف على السبعين عاماً، وهذه هي التجربة السياسية الأولى التي اندفعت بكل حماس وحيوية للمشاركة فيها، ولمست من خلال مشاركتي الأريحية التامة، والحرية الكاملة بممارسة الحق الانتخابي، والجو المثالي لاختيار الأفضل من المشاركين.
وأوضح أنه لم يمارس أي ضغط عليه، بل اختار من يريد بكامل حريته وقناعته الخاصة، مؤكداً أن اللافت في هذه العملية الانتخابية والجو الانتخابي هو أن الناجح غير معروف بعكس عملية الانتخابات سابقاً خلال العهد البائد، إذ كانت الأسماء الفائزة معروفة، وكلها من المقربين والمدعومين من رأس النظام المخلوع.
وبين أن هذه التجربة نموذجية وجديرة بالتقدير وتعبر عن اتجاه سوريا الجديدة نحو نموذج جديد في مؤسسة البرلمان، التي ستكون مؤسسة ناطقة بهموم الشعب وملبية لتطلعاته في العيش الكريم والحرية والكرامة.
عملية انتخابية شفافة
وفي سياق متصل، أكد عضو الهيئة الناخبة مروان ديب، أن هذه الانتخابات كانت واضحة وشفافة، وبإشراف لجنة متمكنة ونزيهة، وهي التجربة الأولى لهذا الإجراء الانتخابي الذي يمثل قطاعات الشعب، وخاصة أن المشاركين والناخبين من ذوي الشهادات العلمية.
وأضاف ديب: نأمل أن يكون البرلمان القادم معبراً عن تطلعات الشعب في بناء دولة حديثة وحرة، وتحقيق مطالبهم في الازدهار والاستقرار والأمان والسلم الأهلي والتطوير، والأهم دوران عجلة الإنتاج والاقتصاد.
وأضاف الناخب سمير شريفي: إن هذه الانتخابات هي ترسيخ لمبدأ الحرية، وانتخاب الأفضل الذي سعينا له منذ وقت طويل، ونأمل أن يكون المنتخبون صوت اللاذقية الصادق والنابض بالحرية في مجلس الشعب.
رسم المسار الصحيح
عضو لجنة الانتخابات العليا لمجلس الشعب والمشرف على محافظة اللاذقية حسن دغيم قال: اليوم مشهود بتاريخ السوريين بعد سنوات وعقود من القهر والظلم، فاليوم صناديق زجاجية تستقبل المقترعين وفرز علني، وهناك مشاركة من وسائل الإعلام بهذا الحدث الانتخابي، وهنا سيفرز أعضاء مجلس الشعب بمختلف الآراء والتوجهات.
وأضاف: صحيح أنها ليست انتخابات مباشرة مع عموم المواطنين، ولكن يوجد هناك الآلاف من أعضاء الهيئة الناخبة الذين تمت تسميتهم بعد أخذ رأي عدد كبير من المواطنين، إذ روعي في اختيارهم التوزيع الجغرافي، والاختصاص العلمي والثقافة، وبالتالي هم يعبرون عن رأي شريحة واسعة من المجتمع السوري في تشكيل المؤسسات التشريعية لبلدهم.
وتابع: صحيح أنها ليست الصيغة المثلى والأفضل للانتخابات، لكن هي الصيغة المناسبة، فنحن بين التعيين للجميع وبين الانتخاب من الجميع، لا هذا نستطيعه ولا ذاك يناسب، فكان اختيار الهيئات الناخبة منزلة بين منزلتين، فقد تمت مراعاة حساسية المرحلة الانتقالية وضرورة الإنجاز، كما روعي غياب البنية الآمنة والعادلة من الوثائق ووجود السوريين وعناوينهم، فالكثيرون منهم خارج البلد، ولهذا تم اختيار هذا النموذج من الهيئات الناخبة.
وأمل أن يرسم المجلس سياسة جديدة لسوريا لإعادة سن القوانين، ومشاركة الرقابة البرلمانية على مؤسسات الدولة، ورسم المسار الصحيح لبناء سوريا الجديدة التي نستحقها نحن كسوريين، وإن مشاركة اللاذقية في هذا الاستحقاق، تدل على أن فيها مكوناً واحداً يجمع الجميع تحت راية سوريا، فالوطن يجمعنا ويجب أن يكون الجميع مساهماً في بنائه.
شفافية الانتخابات
رئيس لجنة المراقبين من نقابة المحامين في دمشق، المكلف من اللجنة العليا للانتخابات بمراقبة سير العملية الانتخابية في اللاذقية، المحامي حسن الصهيوني، أشار إلى أنهم موجودون لمؤازرة اللجنة الفرعية للانتخابات في اللاذقية، وتقديم المشهورة القانونية عند الحاجة للجان.
وأكّد أن العملية الانتخابية سارت بشكل شفاف وعملي، وبكل سلاسة وسهولة، ولا يوجد أي اعتراض أو تشويش عليها.
كما لفت إلى بعض الانسحابات التي تمت بطريقة قانونية، وتم تكليف اللجنة بمحضر العملية الانتخابية منذ لحظة دخول القاعة الانتخابية وصندوق الاقتراع ومراقبة الناخبين وعدد الحضور ومدى مطابقته بعدد الناخبين.
الاختيار للأفضل
رئيس اللجنة الفرعية لانتخابات مجلس الشعب في اللاذقية، الدكتور محمد ياسر ضاما، أشار إلى أن الهيئة الناخبة كانت مميزة ومن نخبة من تم اللقاء معهم من كل مكان، وبعد جهود حثيثة لاختيار الأفضل.
ولفت إلى أن بلدنا مليئة بالنخب الجيّدة والمؤّهلة، واعتبر أن هذه الآلية في الانتخاب مناسبة جداً، كونه لا يمكن تحديد عدد الناخبين ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد السكان، وكي لا يتم حرمان أشخاص لهم الحق في الانتخاب من ممارسة هذا الحق، وتم الاتفاق على اختيار النخبة الأنسب التي تجد في نفسها الكفاءة لتمثيل الشعب، وضمت دكاترة الجامعات وأساتذة، والكل ممثل في الهيئة الناخبة التي سيتم الاختيار منهم.
كفاءات وخبرات
عضو اللجنة الفرعية لانتخابات مجلس الشعب في اللاذقية، الدكتورة مادونا سهيل بشارة، أوضحت أنه منذ بداية تشكيل اللجنة الفرعية عملت على اختيار هيئة ناخبة، تضمنت كفاءات وخبرات وأعيان تمثل هذه المدينة على أكمل وجه في المجلس، ولذلك كانت المهمة صعبة بداية.
مضيفة: قمنا بعقد لقاءات مع مجالس الإدارة المحلية واللجان الشعبية، وأيضاً مع جامعة اللاذقية وعمداء الكليات ولقاءات مع النقابات ولجان الأحياء ورؤساء الطوائف بهدف البحث عن هذه الهيئة الناخبة، وتم الحصول على ٣٥٠ طلباً للترشح، والإقرار النهائي كان بـ ١٤٨ عضواً للهيئة الناخبة من مدينة اللاذقية، وهذه الهيئة تم الاجتماع بها في الأسبوع الماضي، وعرضت آلية الانتخابات ومن يريد الترشح لمجلس الشعب، إذ تم ترشيح ٤٤ شخصاً، وكان العدد النهائي للانتخابات ٣٠ شخصاً بعد الانسحاب لبعض الأشخاص.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص الذين تم ترشحهم، عرضوا برنامجهم الانتخابي وسيرتهم الذاتية، وناقشت الهيئة الانتخابية كاملة هذه البيانات، وهذه البرامج بشكل مناظرات لتتأكد من آرائهم وأفكارهم، وهل تناسب ما سيفعلونه مستقبلاً وما سينقلونه عن واقع مدينه اللاذقية؟ وهل ستناسب الخطوات الحالية لسوريا الجديدة، والتطور الذي نحلم به ورؤيتنا كشعب في هذه المدينة؟.
وختمت بالقول: اليوم توّجنا هذه المسيرة بالعملية الانتخابية، ومن بداية افتتاحنا للمركز، كانت الانتخابات لأصوات جيدة من الناخبين، وهذا ما يدل على الروح الوطنية والتحلي بالمسؤولية لمن سيمثل هذه المحافظة.
تصوير- نادر منى