الثورة – مها يوسف:
تُعدّ تقنيات التعليم عنصراً أساسياً في تطوير العملية التعليمية الحديثة، إذ تسهم في تحسين أساليب التدريس وتعزيز تفاعل الطلاب وتسهيل وصول المعلومة بطرق مبتكرة وفعالة، كما تساعد هذه التقنيات على تلبية احتياجات المتعلمين المختلفة ودعم تنمية مهارات التفكير والإبداع لديهم.
الدكتورة تهامة المعلم- المتخصصة في علم النفس، أكدت لـ”الثورة” أن الفروقات الفردية بين الطلاب تعد من أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية، موضحة أن هذه الفروقات تعود في الأساس إلى أنماط الإدراك المختلفة بين المتعلمين، إذ يميل بعضهم إلى الإدراك البصري، فيما يعتمد آخرون على السمعي أو الحسي، هذه التباينات تجعل التواصل والتعلم عملية متفاوتة بين طالب وآخر.
وأضافت: إن اختلاف الذكاءات يشكل عاملاً آخر لا يقل أهمية، إذ يتميز الأفراد بتسعة أنواع من الذكاءات، من بينها الذكاء المكاني، والموسيقي، والاجتماعي، واللغوي، والمنطقي، والوجودي وغيرها، وهو ما ينعكس مباشرة على أسلوب التعلم والتفاعل مع المعرفة.
وترى أن إدراك هذه التباينات يمثل الخطوة الأولى نحو تعزيز التعلم الفعّال وتحقيق العدالة في إيصال المعلومة.
وللتعامل مع هذه التحديات شددت الدكتورة تهامة على أهمية اعتماد حلول عملية، أبرزها خرائط العقل التي تساعد على تبسيط الأفكار وتنظيمها عبر الرسوم والصور التوضيحية، فهذه الأداة تفتح المجال أمام الطلاب لإطلاق قدراتهم الإبداعية وتحقيق مستويات أعلى من التنظيم والإنتاجية، فضلاً عن دورها في تطوير المهارات الكتابية وإظهار التفاصيل الدقيقة، كما أن استخدامها يتعدى المجال التعليمي ليشمل مجالات أخرى كالتخطيط للمشاريع، تدوين الملاحظات، وتنظيم الفعاليات والأهداف.
تبرز تقنيات الذاكرة كأداة فعّالة في تعزيز قدرات الدماغ على الحفظ والاستيعاب، إذ تشمل أساليب متعددة مثل التكرار المتباعد، والاستذكار النشط، واستخدام الصور الذهنية وقصر الذاكرة، كما أن تبني عادات صحية كالنشاط البدني المنتظم والتغذية المتوازنة يسهم بشكل مباشر في تحسين الذاكرة ورفع كفاءة التعلم.
وترى الدكتورة المعلم، أن معالجة هذا الموضوع تتم عبر مسارين متكاملين، أولهما يتعلّق بفهم الفروقات الفردية بين الطلاب وأسبابها، بما في ذلك أنماط الإدراك وتباين الذكاءات، أما المسار الثاني فيتمثل في طرح الحلول العملية التي تساعد على توظيف هذه الفروقات بشكل إيجابي عبر تقنيات التعليم المتنوعة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن تبني تقنيات التعلم الفعّال مع بداية العام الدراسي يمثل فرصة ثمينة للنهوض بالعملية التعليمية، وتحويلها إلى مسار علمي أكثر شمولاً يعود بالنفع على أكبر شريحة من الطلبة، ويواكب في الوقت ذاته تطلعات المستقبل.