الثورة:
أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن مهمة بناء سوريا هي مهمة جماعية ليست موكلة لشخص معين أو بضعة أشخاص، وعلى جميع السوريين أن يساهموا في بناء بلدهم الجديد، لافتاً إلى أن انتخابات مجلس الشعب السوري الجديد هي محطة مهمة لترسيخ المشاركة الوطنية في البلاد. وقال الرئيس الشرع في كلمة له اليوم خلال اطلاعه على سير عملية الانتخابات لمجلس الشعب في مركز المكتبة الوطنية بدمشق: إنه خلال السبعة أشهر الأخيرة استطاعت سوريا أن تنتج هذا العمل الجبار وتدخل في عملية انتخابية. وأوضح الرئيس الشرع أن هذه العملية الانتخابية متوسطة عملياً، وتتناسب مع حال الظرف السوري الذي نمر به حالياً، وتتناسب أيضا مع المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن هذا التشارك، وهذه الحميمية بين السوريين بهذه اللحظة التاريخية الحساسة هو شيء مهم جداً، وعلى السوري أيضاً أن يرفع رأسه به ويفتخر لأنه استطاع أن ينتقل خلال بضعة أشهر من مرحلة كان فيها حرب وفوضى ودمار وخراب إلى مرحلة فيها نوع من الانتخابات وفيها أيضاً تشاركية عامة. وبيّن الرئيس الشرع أن مهمة بناء سوريا هي مهمة جماعية ليست موكلة لشخص معين أو بضعة أشخاص، وعلى جميع السوريين أن يساهموا في بناء بلدهم الجديد، وبالتالي يكون هناك من خيرة أهل سوريا ممثلون لهم في مجلس الشعب، وتناقش الكثير من التفاصيل، فالقوانين ما زالت معطلة في سوريا وتحتاج إلى تصويت، والموازنات أيضاً تحتاج إلى تصويت. وأضاف الرئيس الشرع: إن هناك أشياء كثيرة معلقة في سوريا تحتاج إلى أن نمضي بها قدماً، حيث استطعنا، قدر المستطاع، أن نصل إلى أقصى فرصة ممكنة بأسرع وقت، وأن يكون هناك ملء لهذا الفراغ المهم في موضوع تمثيل الشعب في مجلس النواب، وأن تدور عجلة القوانين بشكل سريع. وبيّن الرئيس الشرع أنه يجب أن يكون لأعضاء مجلس الشعب دور مراقبة مهم على الحكومة، متمنياً أن يكون المجلس الجديد فاتحة خير على سوريا، ويكون خطوة جديدة وجبارة، مبيناً أنه مثلما أبدع السوريون دائماً في إنجازاتهم على مدار التاريخ وفي السنوات الماضية سنرى أيضاً إبداعات جديدة في قادم الأيام. وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها منذ الساعة التاسعة من صباح اليوم لانتخاب أول مجلس شعب بعد التحرير. وقد توافد أعضاء الهيئات الناخبة في المحافظات السورية الإدلاء بأصواتهم في عملية اختيار أعضاء مجلس الشعب، وقاموا بإبراز أوراقهم الثبوتية عند وصولهم للمراكز المعتمدة في المحافظات، وتم تسليمهم ورقة انتخابية مختومة رسمياً، قبل أن يدخلوا إلى غرفة الاقتراع السرّي لإعداد الورقة، ويضعونها فيما بعد في صناديق الاقتراع بشكل علني. ومع انطلاق العملية الانتخابية في مركز الاقتراع في المكتبة الوطنية بدمشق وصل عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية وسفراء الدول المعتمدين لدى سوريا، إلى المركز للاطلاع على سير العملية الانتخابية في دائرة دمشق. ونقلت وكالة سانا عن رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد الأحمد تأكيده أن مراكز الاقتراع في دمشق وكل المراكز بالمحافظات شهدت عملية تفقد منذ الصباح لصناديق الاقتراع، ومغلفات الأوراق الانتخابية، والغرف السرية، بهدف ضمان سير عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب بشكل نزيه وشفاف. ولفت الأحمد إلى أن العملية الانتخابية سارت على قدم وساق وبسلاسة، والسوريون فخورون برؤية أول تجربة حقيقية لاختيار ممثليهم في مجلس الشعب”. وقال الأحمد: نعرب عن شكرنا للوفود الدبلوماسية العربية والصديقة التي شاركت بمتابعة سير العملية الانتخابية، ونأمل أن تسهم هذه الانتخابات ببناء سوريا وازدهارها. وأضاف الأحمد: “من المحتمل أن نلجأ للتمديد في بعض المراكز الانتخابية بسبب الإقبال الكبير من قبل أعضاء الهيئات الناخبة للاقتراع”. وخلال اطلاعه على سير العملية الانتخابية في مركز المكتبة الوطنية لدائرة دمشق الانتخابية قال محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي: إن هذا الاستحقاق الوطني لحظة مهمة انتظرها السوريون، وهو فرصة لدمج المجتمع المحلي ومشاركته في الرقابة على المؤسسات، ورسم السياسات، وصنع القرار. وأضاف إدلبي: أتمنى أن يكون الناجحون بالانتخابات صوت المجتمع الحقيقي، وأن يعكسوا صورة واقعية عن هموم الناس، وخاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في سوريا. وأوضح إدلبي أن سوريا عنوان للثقة والشفافية في هذه المرحلة، واليوم أكثر من 500 شخص من الهيئات الناخبة يشاركون بهذه العملية لبناء دولة أكثر قوة وازدهاراً. وفي محافظة ريف دمشق تفقد المحافظ عامر الشيخ سير العملية الانتخابية في مركز دوما وقال: نشهد اليوم أهم عملية لانتخاب أعضاء مجلس الشعب بعد التحرير، مضيفاً: إن مجلس الشعب حاجة ملحة للسوريين لتعديل بعض القوانين التي تعيق الازدهار وإعادة الإعمار وسن قوانين جديدة للنهوض بسوريا.
وأشار محافظ ريف دمشق إلى أن مجلس الشعب كان في السابق للتصفيق وتلميع الشخصيات المرتبطة بالنظام البائد، أما اليوم فنشهد تفاعلاً حقيقياً من السوريين الذين يسعون لنقل معاناة أهلهم والمساهمة في بناء سوريا الجديدة.