الثورة- منهل إبراهيم:
بعد أيام من العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، جرت ترتيبات أمنية بين واشنطن والدوحة وصفها الإعلام الغربي بغير المسبوقة، بلغت فيها الحماية الأميركية للدوحة مستوى يضاهي الاتفاقية الأمنية لحلف الناتو مع أعضائه، بحسب تعبير الإعلام الغربي.
وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية، أن الاستراتيجية كانت وراء ضمانات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمنية لقطر، حيث دولة قطر دخلت “تحت مظلة أمنية كانت في السابق حِكراً على أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل بحكم الواقع”، وذلك بعد توقيع ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بشَمْل قطر “ضمن تدابير حماية شبيهة بتلك التي يقدّمها حلف الناتو لأعضائه”.
ونوهت “نيوزويك” إلى أنه لم تحصل أي دولة عربية أبداً على مثل هذا الوضع، متسائلة عن السبب؟ ولفتت إلى توقيت صدور هذا الأمر التنفيذي، “وهو توقيت بالغ التعقيد ومشحون على نحو كبير، كونه يأتي بعد أيام من ضربة إسرائيلية في قلب قطر مستهدفة قيادات من حماس”، مشيرة إلى أن هذا الأمر التنفيذي يبدو كما لو كان عقاباً لإسرائيل ومكافأة لقطر، بعد أن تصرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “بشكل غير مسؤول وغافَلَ واشنطن ووجّه ضربة لحليف لا يمكن الاستغناء عنه هو قطر”.
وتضيف المجلة الأميركية، “ولكنْ هذا التصور يخالف المنطق، إلا لمن ينطلي عليهم فكرة أنّ إسرائيل يمكن أن تضرب قطر بدون أنْ تخطر أمريكا مسبقاً”، على حد تعبير “نيوزويك”، التي أشارت إلى أن الضربة الإسرائيلية “مرت من خلال مجال جوي تسيطر عليه الولايات المتحدة بحكم وجودها في قاعدة العديد الجوية في قطر”. واستبعدت المجلة الأميركية، التي أجرت حوارات عديدة مع نتنياهو، أن يكون الأخير بهذا القدر من “الغباء”، بحيث يقدم على مثل هذه الضربة دون تنسيق مسبق مع واشنطن. وأضافت “نيوزويك” بالقول: “على أن ثمة تفسيراً وحيداً آخر يمكن اعتباره هنا، بحسب ما استدركت المجلة، وهو “أننا إزاء سيناريو معد بشكل بالغ التعقيد، يقوم كل طرف فيه بأداء دور محدد ويحصل على مكافأة محددة، إسرائيل تضرب، ثم تقدم اعتذاراً موارباً، ثم تحصل قطر على مكافأة، في مقابل إنهاء الحرب بالشروط التي تضعها إسرائيل”. وأنه مهما كانت حقيقة ما حدث، فإن قطر بهذا الأمر التنفيذي “قد قفزت إلى الصف الأمامي من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية”، وفقاً للمجلة الأميركية.