أظهرت الحرب العدوانية على سورية مصطلحات لم تكن متداولة في الحياة السياسية والدبلوماسية قبلاً، تجميد القتال مصطلح لم يستخدم عسكرياً، أطلقه استيفان دي ميستورا على العمليات القتالية في حلب.. واليوم يظهر مصطلح (التحدي) سابقة أنتجها الرئيسان شي جين بينغ وفلاديمير بوتين..
مصطلح بين الصين وروسيا تجاوز الحلف كثيراً، بمعطياته ومفردات توقيعه، لكنه لم يوصلهم لحد الاندماج لأنهما لا يحتاجانه.. لفت الزعيمان أنظار العالمين السياسي والعسكري وصارت عواصم العالم تشتغل عليه تحليلاً وتفسيراً، كل حسب فهمه ورؤيته.. بانتظار ناتجه ومؤثراته.
هل يخدم دمشق هذا التحدي.. هل يخفف من معاناتها، وهي المنهكة بعد عقد من الحرب الكونية عليها، وتطويقها بقانون قيصر وحصار اقتصادي يمارس عليها من دول الغرب يعرقل مسيرة تعافيها والالتفات إلى إعمارها من جديد ودحر فلول الإرهاب وتطهيرها.
هل ينم هذا التحدي عن مشعرات عسكرية روسية ضاغطة على الجانب الأميركي الذي يحشر أنفه في أوكرانيا، الخاصرة الرخوة لروسيا بما يشابه لبنان وسورية.. إلى متى ستبقى الولايات المتحدة الأميركية، تزج بجنودها في ما ليس لها. متحكمة بمصائر الدول وشعوبها.
مهما أفضت إليه مكالمة بايدن مع الرئيس بوتين من هستيريا، لأجل تداول الإعلام الأميركي غزو روسيا افتراضياً لأوكرانيا، إلا أن بوتين أكثر عقلانية من الأميركي الباحث عما يساعده لإتمام ولايته في البيت الأبيض. بوتين يعرف تماماً أهمية جارته جزء الاتحاد السوفييتي السابق.
الإعلام الأميركي يروج لبث الفتن في غير مكان، عله يهيئ الأجواء لحرب عالمية ثالثة، رغم أن بداياتها كانت بحق على الأرض السورية، لعل غليل الأمريكي لم يشبع من الدماء وقد تكون فتنته هذه جزءاً من مخطط صهيوني يثير نقع غبار الحرب باعتداء صهيوني على إيران..
روج الأميركي عن الأربعاء/ السادس عشر من شباط بدء هجوم بري وجوي وبحري روسي على أوكرانيا وكأنه صاحب القرار بذلك. بما يشبه سابقة الأرعن بوش الابن الذي حدد موعد غزو العراق، وما كانت وسائل الإعلام حينه تؤكد جدية ما أعلنه، لكن كان ما كان..
بوتين بذكائه العسكري المشهود أسقط ما روجه بايدن ومزّق طبول الحرب التي دقتها صحافته فسحب قواته بعد التدريبات الأخيرة إلى مكامنها وأثخن بايدن بما أرقه وهو الذي أبحر أسطوله لقبالة شواطئ أوكرانيا. في خديعة أن بوتين سيغزو أوكرانيا..
ضخ بايدن الأسلحة لأوكرانيا مع البروباغندا الأميركية التي شغلت العالم، لتكون المشكلة الأوكرانية الخبر الأول في الصحافة كلها.. مشجعين استفزاز القوات الأوكرانية في منطقة دونباس، وفي شبه جزيرة القرم.. كل ذلك جرى بطريقة منسقة لتبلغ ذروتها عند بايدن..
بوتين سحب البساط من تحت قدمي الأميركي، الذي كان يراهن على أوكرانيا ورقة يلعب بها لأجل صندوق اقتراعه.. وجعل الناتو الذي حرضه الأميركي، مخفقاً ومعيداً أوهام الدول الأوروبية إلى خط التراجع، علها تعيد حساباتها بعيداً عن الزج الأميركي حيث لا يجب.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش: