التفجير الإرهابي الذي أدى لاستشهاد جندي وجرح 11 آخرين، إثر زرع إرهابيين عبوة ناسفة ضمن حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك في مدينة دمشق، جاء غداة كشف موسكو على لسان نائب وزير خارجيتها أوليغ سيرومولوتوف بأنها تملك معلومات عن نية الاستخبارات الأمريكية استغلال خلايا إرهابية نائمة في سورية لتنفيذ هجمات ضد الجيش العربي السوري، ما يؤكد حقيقة الارتباط العضوي بين التنظيمات الإرهابية والاستخبارات الأميركية، وأن ما تنفذه تلك التنظيمات من جرائم تتم بإيعاز أميركي.
أميركا ما زالت حتى اليوم تراهن على أدواتها الإرهابية لتحقيق مآرب سياسية عجزت عن تحقيقها طوال سنوات الحرب الإرهابية الماضية، ورغم هزيمة مخططاتها ومشاريعها أمام صمود الشعب السوري، إلا أنها مستمرة بالتدرج في سلوكها العدواني وفقاً لمعطيات الميدان والسياسة، والتي دائماً ما تكون في غير مصلحتها بفعل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على أدواتها الإرهابية على الأرض، والتفجير الإرهابي قرب دوار الجمارك، رسالة أميركية أخرى بأن واشنطن لن تتخلى عن دعم الإرهاب، وأن إدارة بايدن تريد تعزيز وجود هذا الإرهاب ليبقى أداة ضغط تستنزف قدرات الجيش بعدما تمكن من دحره عن معظم الأراضي، واقترب من اجتثاثه من جذوره.
الولايات المتحدة لا تكف عن تكرار كذبتها بأنها تحارب الإرهاب بذريعة أنه يشكل خطراً حقيقياً على أمنها وفق مزاعم مسؤوليها العسكريين والسياسيين، ولكنها على أرض الواقع تحتضنه وتمده بكل لوازم الديمومة والبقاء، ولو كان هذا الإرهاب يشكل بالفعل خطراً عليها لما حاربت الجيش العربي السوري لأنه يكافح “داعش والقاعدة والنصرة”، وما كانت لتشن اعتداءاتها الغاشمة على مواقع الجيش وقواته الرديفة في الميدان كما حدث أكثر من مرة في دير الزور، وعلى الحدود السورية العراقية، وإنما لكانت مدت يد المساعدة لهذا الجيش لأنه يحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله، بدل محاربته بشن اعتداءات مباشرة على مواقعه، أو عبر استخدام أدواتها الإرهابية على الأرض، أو عبر ذراعها الصهيونية في المنطقة الذي يمارس أعلى درجات الإرهاب الدولي من خلال اعتداءاته المتكررة على مواقع الجيش، وعلى المنشآت المدنية والخدمية والاقتصادية.
واشنطن لا تريد لسورية أن تستعيد عافيتها، ولا تريد للإرهاب الذي تدعمه أن يندحر وتنتهي صلاحيته، بالمقدار الذي تخشى فيه أن يبدأ السوريون بقطف ثمار انتصارات جيشهم في الميدان، فعودة الأمان والاستقرار لسورية يعني الإجهاز على بقايا حطام المشروع الصهيو- أميركي المرسوم للمنطقة كلها.
البقعة الساخنة- ناصر منذر