كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أن واشنطن تخطط لتحريض مجموعات إرهابية متطرفة في سورية على القيام بعمليات إرهابية ضد الجيش العربي السوري والقوات الحليفة، وهذا يؤكد مجدداً حقيقة الترابط العضوي بين التنظيمات الإرهابية، وبين مطابخ الاستخبارات الأميركية التي تعد الخطط العدوانية، وتعطي أوامر التنفيذ لأدواتها الإرهابية على الأرض.
ما كشفته الاستخبارات الروسية، يدعم بالمطلق حقيقة تعمد قوات الاحتلال الأميركي إطلاق سراح المئات من إرهابيي داعش مؤخراً من سجن الثانوية الصناعية في الحسكة، تحت ذريعة الهجوم المزعوم لإرهابيي التنظيم على السجن المذكور، إذ قامت مروحيات وطائرات الاحتلال بقصف المدنيين والمنشآت الخدمية والتعليمية في المدينة، من أجل تأمين الحماية للإرهابيين الفارين حتى وصولهم إلى معسكرات التدريب المخصصة لهم في منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأميركي، ومن ثم العمل على نشرهم في البادية، وعلى الحدود السورية العراقية.
ثمة أهداف واضحة من وراء المخطط الأميركي الرامي لاستغلال الإرهابيين لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذه الأهداف توضح بمجملها ماهية الإستراتيجية العدوانية التي وضعتها إدارة بايدن، أولها حماية “داعش” ليبقى ذريعة أميركية دائمة لإطالة أمد وجودها الاحتلالي، وثانيها تثبيت تموضع إرهابيي التنظيم على طول الحدود السورية العراقية لقطع التواصل بين دول محور المقاومة، وثالثها عرقلة الجيش العربي السوري في استكمال حربه على الإرهاب، لأن اجتثاث هذا الإرهاب يعني القضاء على المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، ورابعها منع أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين، فـ”داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى أوراق ضغط وابتزاز، تستثمرها الولايات المتحدة على طاولات التفاوض لمحاولة إنتاج حل يتوافق مع أجنداتها التخريبية، من خلال جعل أدواتها الإرهابية جزءاً من الحل تحت مسمى “معارضة معتدلة”.
قوات الاحتلال الأميركي لم تتوقف لحظة واحدة عن عمليات الإجلاء المنظمة لمتزعمي وإرهابيي داعش من “السجون” التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” في الحسكة إلى معسكرات تدريب يشرف عليها ضباط أميركيون وغربيون، الأمر الذي يثبت أن إدارة بايدن تسعى لإعادة هيكلة التنظيم الإرهابي والاستثمار في جرائمه مجدداً، وقد سبق لأجهزة استخبارات أميركية وبريطانية وفرنسية أن عقدت عشية تسلم بايدن مقاليد السلطة، سلسلة لقاءات مع متزعمي “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى في منطقة التنف، وتم الاتفاق على تنفيذ هجمات إرهابية في سورية، على أن تقوم تلك الأجهزة بعمليات التمويل اللازمة.
البقعة الساخنة- ناصر منذر