في الساعة على معصمي خثرات الليل

 

الملحق الثقافي:سامر منصور :

 مثقوبةٌ السماء
بهذا الليلْ
نحاسيٌّ وجهُ القمر
خريفيُّ المُحيا
دنيٌّ قريب
وقحُ الحضورِ كجثة
متوهجة رغم شحوبها
من هول الخطيئة
نحاسيٌّ وجهُ القمر
خريفيُّ المُحيا
كأن كل الليل دماؤهُ المُتخثرة
آه يا خثراتِ الليل
كم أنت ماهرة
في معرفة دروب قلبي
يا وجه القمر المُكفن
بالغيم الشفيف
يا وجه الغد المغطى
بالغيب الشفيف
حزانى أصابعي
تفوتها كل أعراس الطفولة
لا تلامس وجنتي طفلتي
إلا حين يشرب حركاتها وصوتها
النوم
أغادر في باكورة الصبح
والشمس ماتزال سرَّة
لبطنِ الأرض
أعود مُجنحاً بالليل
أخلعُ سترتي
أخرج الليلَ من جيوبي
أدق حذائي بالأرض
لأسقط ّ حصوة الليل
وما ان أنتهي
يلبسنيَ الليل
ويسير بي إلى سريري
أخلع نفسي عنه
أحث الخطى نحو غرفة صغاري
لأملأ أقداح العينين
ها هما زهرتيَّ
أسحبُ الوسادتين الصغيرتين
أمد ساعدي لهما
غصناً تتوسدانه
أتمدد في وجه الريح
كل الريح
خوفا على أوراقهما الغضة
اصفعيني يا رياح بالخريف
لكن لا تنزعيني عن حياتهما
أعطيني كل اليباس
ودعيهما
كشمس أحترق
ليضيء وجه الرغيف
آهٍ يا بدرنا الوحشي
جعلوا طحينك من رميمي
تخبزنا الحياة
لنأكل خبزنا
الشمس وترت شعاعها فوقي
على قوس المدى
احدودب ظهري لثقل النبال
وفي عملي الثاني
يأتي الليل بثوبهِ المُخمليِّ
يركلني بجزمته السوداء الطويلة
على طول قرص الساعة
يركلني ويركلني
بعيداً عن أحبتي عن بيتي
ثم يلفني كسيجارة يدوية الصنع
أيها الليل ذو القبعة الطويلة
والياقة الصوفية العالية
ما لك وما لنا نحن الفقراء
لا نصلحُ سُكراً لقهوة عينيك
لا نصلحُ أزراراً
على أكمامكِ الطويلة
دعنا ، إليك عنا
أما من نَفْسٍ
أما من شمسٍ
على هذه الأرض
تضع في يميني مسماراً
من نورها
كي أخدش به غرورك
آه ياخلايا الذاكرة
ذبل العمر والطالع
آه يا خلايا الذاكرة
كيف تسقطين
في فنجان قهوته السحيق
سأطعنك أيها الليل الأرستقراطي
بكل ما أوتيتُ
من شموع ِ الذكريات
قلتُ لصاحبي
وكف الليل تعصرنا
حتى ينساب بيننا
نبيذ الضجر:
أتذكر حين كان لدينا ذكريات
قال تعال نبحث عن قنديل
في زوايا الذكريات.
كالبقع الكئيبة
على جدران بيتي
خلايا الذاكرة
ليست نوافذاً، ليست ماء
وليست فجوة
لا تستطيع أن تمسحها فتزيلها
وإن طليتها
ازدادت حضوراً
وتحرقُ شمسُ الرغيف يدك
إن أردت تناول ما يكفي
من النايات والأزاميل
لثقب كل جدرانك
أكره أن أكون وحدي
في سريري
نغوص في طمي الليل
هو يعرف كيف يتسرب
إلى روحي
من أذني من عيني
من شفتي
آه يا ربي
لم خلقتني مثقوباً
وقذفتني في لجة الليل
لاذعٌ طعم الليل
يكدسُ مِلحهُ
على سواحل ِ الأجفان
واخزةٌ نجومهُ
أشتاق عناق تلك السواعدِ الصغيرة
أشتاقُ ملمسَ خيوطِ الشمس ِ
وصنع ضفيرة
أأمد أصابعي لأرسم بسمة ً
على وجوه صغاري النائمين
ترحب بمجيئي ؟
لكن الليل مضغ أصابعي
باردٌ لعابُ الليل
للساعة على جداري
أصابع تشيرُ تحذرني
من اقتراب موعد العمل
مجدداً
اعذروني سأذهب للنوم
المنبه يوشك على النباح
تركت منذ زمن بعيد
زوادة حلمي
حين ضاقت عن عصاها
كتفُ الليل
لكم زوادة الأحلام ليلاً
وأقتات منها في نهاري
خناجرُ الساعة تحفر
وقت راحتي
توشك أن تشد عني
ملايات سريري
أسرفتُ بالبوح
الليل يختبئ
خلف الأشياء
فقد اتكأت الشمس
على الأفق لتنهض
سجادة الليل
عادت وتناثرت خيطانا
من ظلال
ألف سنة وأنا
على هذا الحال
جنين في رحم الرغيف
مقلتي خثرات من ليل
وصبحي ظلْ
ظلُ ذياك الخريف

التاريخ: الثلاثاء5-11-2019

رقم العدد : 972

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي