لماذا العالم يتقدم ونحن في مرحلة سكينة ووقوف أو تأخر؟ هل الثقافة السائدة هي المعرقل أم السياسية أم كليهما؟ أسئلة طرحها أحد المهتمين بالشأن الثقافي في نهاية الندوة الحوارية في مديرية ثقافي حمص ضمن فعاليات مهرجان حمص الثقافي، كانت الندوة بعنوان «أهمية الثقافة ودورها في نهوض المجتمعات» شارك فيها كل من الدكتور عبد الرحمن بيطار والباحثين محمد راتب الحلاق وعطية مسوح، وأدار الحوار محمد بري العواني بأسلوبه الشيق كعادته.
ركز الدكتور عبد الرحمن بيطار رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب في مداخلته على الجانب التاريخي لنشأة الثقافة، فشرح تكوين هذا الفكر منذ طرحت هذه الكلمة «الثقافة»، وخصوصاً وأن لهذه الكلمة تفسيرات كثيرة، بحيث لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن، وتكمن المشكلة باستيراد كلمة أو فكرة وترويجها مما يخلق مشكلات كثيرة، وقد حاول الإشارة للبذور الأصلية لكل ما تحدث عنه زملاؤه, دون الدخول في التفاصيل والجدال والسجال في هذه الموضوعات، المهم أن يفهم الحضور أي قضية وكيف بدأت مع ضرورة أن نأخذ النية الحسنة دون إطلاقها ونبحث عن عيوبها ونتائجها.
وقد ختم مداخلته بسؤال هل نجحت وزارة الثقافة في إيصال الهدف النبيل وهو تثقيف الشعب في الفكر السياسي القائم الذي طرح في البدايات، وإن الهدف من الثقافة بناء الأمة ونهضتها ودفع الأجيال من خلال المراكز الثقافية فكان يوجد في الخمسينات مكتبة وطنية ضخمة,ولكن عندما تحولت المكتبات لمراكز ثقافية أصبح لديها العديد من النشاطات، وزارة الثقافة منذ أن نشأت بدأت بنشر الأفكار.
وتساءل في نهاية المداخلة: هل حققت مبتغاها في نهاية عام 2019سواء وزارة الثقافة أو المراكز الثقافية..؟ وترك الإجابة لزملائه.
أما الباحث والمفكر عطية مسوح فتناول مفهوم الثقافة الوطنية وإشكالاتها التي ظهرت في التطبيق العملي باتجاه، بحيث لا يكون محصوراً بما تراه السياسات، وإنما يكون ثقافياً وقصد بمعنى أخر أن
تتسع دلالة هذا المفهوم لتشمل كل ما يرفع من مستوى الإنسان والمواطن ثقافياً وجمالياً، ويسعى لخلاص المجتمع من التخلف الهوة العميقة التي نحن فيها.
أما الباحث محمد راتب الحلاق فكانت مداخلته بعنوان «حوار الثقافة والسياسة» بين فيها أن السياسي عملي وواقعي يعمل لمصلحته بشكل ذرائعي, بينما المثقف يعمل الممكن ولأهداف عليا ولأشياء قد تكون طوباوية, وأشار إلى ضرورة الانفتاح على كافة الثقافات بشرط أن لا تكون هذه الثقافات الوافدة متعارضة مع هويتنا وقيمنا ومع ما نؤمن به، وبضرورة إخضاع كل شي حتى تراثنا للعقل ويجب أن تكون كل أعمالنا مبنية على العقل, وأن لانستورد الثقافة الأجنبية أو ثقافة التراث كما هي دون تمحيص يعتقد بأن لذلك عقابيل غير جيدة, مع التأكيد بأن كل ثقافة ترفع مستوى الإنسان هي ثقافة وطنية.
وجرى في نهاية الندوة حوار شيق بين المحاضرين والحضور.
سلوى الديب
التاريخ: الثلاثاء 3-12-2019
الرقم: 17137