فـن «التكـفيــت».. تراث دمشقي أصيل

 

تمتاز مدينة دمشق بكثرة الحرف اليدوية التي يبرع بها أبناؤها ويتوارثونها جيلاً من بعد جيل، ومن هذه الحرف النادرة ذات الهوية الدمشقية الأصيلة حرفة «التكفيت»، وهي من الحرف التي تحتاج إلى ذوق فني فريد، ولهذا تفردت بها دمشق عن باقي مدن وعواصم العالمين العربي والإسلامي، ويعتبر الحرفي الفنان سنقر البغدادي من أمهر المزاولين لهذه الحرفة، وقد انتشرت على يده من بغداد إلى دمشق فـالقاهرة ومراكش، وتعد دمشق حالياً المدينة الأكثر محافظة وتمسكاً بهذه الحرفة وبراعة في إنتاج القطع الفنية.

وتحتاج هذه الحرفة الدمشقية الأصيلة إلى مواد أولية مثل النحاس كمادة أساسية إضافة إلى الذهب والفضة اللذين يعطيان للنحاس رونقا فنيا آخاذا، إذ يتم حفر الأواني النحاسية بغية تطعيمها وتكفيتها وتنزيلها بخيوط الذهب والفضة برسوم هندسية وهناك مناظر مأخوذة من الطبيعة كالأزهار، كما تعد الخطوط العربية جزءاً مميزا من اللوحات المرسومة، والتي تُضيف إلى هذه القطع جمالا وتضفي عليها ذوقاً خاصاً، ويستخدم في عملية التكفيت أقلام حفر فولاذية، ثم تحشى الأجزاء المحفورة بأسلاك رقيقة أو رقائق عريضة من الفضة أو الذهب بطرائق متعددة، وفي دمشق القديمة سوق خاص لهذه الحرفة يسمى سوق النحاسين.



يقول الباحث في التراث محمد فياض الفياض: يعد فن «تكفيت» النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، لأنه يتطلب جهداً كبيراً لإنتاج قطعة واحدة ذات جودة عالية، يشار إلى أن متحف «المتروبوليتان» في نيويورك يعرض في قاعاته أربع قطع تمثل صناعة «دمشق» وبراعتها الفائقة في فن التكفيت، ويعود تميز دمشق بهذه الحرفة إلى وجود أيادٍ ماهرة متمكنة، حيث برزت العديد من العائلات الدمشقية فيها تاركة بصمات واضحة ما زالت ماثلة حتى يومنا هذا.
الثورة – نيفين أحمد

التاريخ: الأثنين 24 – 2 – 2020
رقم العدد : 17201

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك