رحلة معرفية… مواطنو «كاليه» وتمثال الوفاء

 

نصب تاريخي يخلّد شجاعة رجال افتدوا مدينتهم يوم غضب عليهم الملك وتحكي قصة هذا النصب عن حصار ملك انكلترا إدوارد الثالث عام 1347 في حرب المئة عام مدينة «كاليه» الفرنسية، وكان أهلها قد أنهكهم الجوع والتعب، ولم يستطع ملكهم فيليب السادس شقّ طريقه نحو البلدة وإنقاذ أيٍّ من مواطنيه، ما اضطرهم للاستسلام.
غضب الملك على أهالي كاليه بسبب ما أظهروه من بسالة ومقاومة منقطعة النظير وأمر بقتل جميع أهلها، فتقدّم ستة من كبار مواطنيها وجاؤوا إلى بلاطه حاسري الرؤوس حفاة الأقدام والحبال في أعناقهم ليعدمهم افتداءً لأهالي المدينة، وعندما قرّر إعدامهم تدخّلت زوجته «الملكة « وتوسّطت لديه للعفو عنهم.
وفي عام 1885، أي بعد مرور أكثر من ستّة قرون على الحادثة، كلّف مجلس بلدية كاليه النحّات المشهور أوغست رُودان بصنع تمثال جماعي من البرونز يكرّم ذكرى أعيان كاليه ويخلّد بطولاتهم وتضحياتهم.
وقد استغرق العمل على التمثال الضخم حوالي سبع سنوات، وهو يصوّر الرجّال الستّة لحظة خروجهم إلى مخيّم الملك بانتظار موتهم المفترض، ويظهر الرجال في التمثال بأقدام حافية وأسمال رثّة وأجساد هزيلة من أثر الجوع وهم يحملون مفاتيح المدينة بينما تلتفّ الحبال حول رقابهم.
ومن الملاحظ أن رُودان حرص على إبراز شخصيّة كلّ رجل على حدة، الرجل الملتحي وسط المجموعة، يمثّل نقطة الارتكاز في العمل، حركات الأجساد والرؤوس والأيدي تشي بردّ فعل كلّ منهم على ما قد يحدث تالياً، لكنهم جميعاً يبدون في حالة يأس وانكسار.
لم يُغفل الفنان حتى أدقّ التفاصيل في التمثال، بدءاً من العضلات المتشنّجة إلى الأوردة النافرة وخصلات الشعر والحبال الملتفّة. حيث يظهرهم التمثال في حالة كرب وإنكار، فقد كانوا جميعاً يتوقّعون موتاً وشيكاً، ولم يدركوا أن القدر سيتدخّل في اللحظة الأخيرة لإنقاذ حياتهم.
الثورة – عبير علي

التاريخ: الثلاثاء 10 – 3 – 2020
رقم العدد : 17213

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك