الحكومة تتحدى كورونا

 

لا يختلف اثنان على حجم الآثار الاقتصادية التي ستصيب الاقتصادات في كل دول العالم ومنها سورية جراء انتشار فيروس كورونا الذي أصبح بحسب منظمة الصحة العالمية وباء عالمياً رغم عدم تسجيل أي حالة لدينا حتى اللحظة الراهنة نتيجة جملة الإجراءات الاحترازية الحكومية التي تم البدء بها منذ أيام قليلة والتي إذا ما نجحت ستجنب البلد أي تداعيات اقتصادية محتملة وخاصة أن هذا الوباء خسَّر حتى اليوم اقتصادات عالمية ذات نمو عالٍ وصناعات ثقيلية أرقاماً لا يستهان بها.
التبعات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد عالمياً على سورية حتى لو لم يصل إلينا أثره سيظهر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي وخاصة على بند الإنفاق الصحي والدعم الحكومي المخصص لحالات الطوارئ ومنها الأوبئة الخطرة والتي تشكل تهديداً على صحة الإنسان وبالتالي تراجعاً في الإيرادات الحكومية بمختلف مصادرها.
ففي دراسة قدمت مؤخراً في المرصد العمالي للدراسات والبحوث حول التبعات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا على سورية اتجهت التوقعات نحو حصول اضطراب وعرقلة في بعض المجالات الإنتاجية التي تعتمد على مدخلات مستوردة إضافة إلى مسألة توفير القطع الأجنبي اللازم لتمويل المستوردات الأمر الذي سيضيف مشكلة أخرى تحتاج إلى اهتمام وعناية فائقة من قبل الجهات الحكومية.
التخوف الآخر الذي بتنا نلمسه بشكل مباشر وعن قرب حدوث تراجع في المستوى المعيشي للمواطن الذي يعاني بالأصل من انخفاض كبير في القوة الشرائية نتيجة استغلال البعض من منتجين وبائعين للوضع الراهن والقيام برفع الأسعار بشكل مبالغ يصل إلى أكثر من 200% لبعض السلع والمواد اللازمة لتجنب الحالة وخاصة المواد المعقمة ومواد التنظيف بجميع أشكالها ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار والفواكه.
لكن يبدو أن (مصائب قوم عند قوم فوائد) وهذا ما تستشرفه تلك الدراسة المتعلقة بانخفاض أسعار النفط في السوق الدولية الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري.
بكل الأحوال ما تقوم به الحكومة حالياً من إجراءات احترازية في كافة القطاعات تشكل فرصة مهمة لتقييم أداء عملها في مختلف القطاعات ولا سيما الخدمية منها إضافة إلى قدرتها على العمل والتنفيذ بظروف خاصة في بلد محاصر اقتصادياً ولا يتوقف الأمر هنا فالجهات الحكومية أمام تحد حقيقي ستظهر نتائجه بعد زوال تهديد الفيروس العالمي كونها ستكتب على الورق الرسمي ما لها وما عليها وهل استطاعت أن تكون على قدر المسؤولية…

 

ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 18 – 3 – 2020
رقم العدد : 17219

 

آخر الأخبار
دور اللاجئين في إعادة الإعمار.. هل تشكل عودتهم عبئاً أم مساهمة؟ وزير الأوقاف يتابع المشاريع الوقفية والتنمية في حمص تنسيق سوري ودولي لضمان عودة طوعية وتدريجية تقييم احتياجات مركز الرعاية الصحية الأولية في خان أرنبة مرضى يتألمون في "الرازي" بحلب.. وأطباء تخدير غائبون من المسؤول عن صرخة حسن؟ بسبب الصيانة.. فصل الكهرباء عن كامل محافظة القنيطرة تضامن إقليمي.. لبنان يرسل طائرتي إطفاء للمساعدة في حرائق اللاذقية "إكثار البذار" بحلب تنفذ خطّتها الإنتاجية والتسويقية في الطريق نحو فرص العمل.. التدريب والتمكين بوابة الولوج للسوق   ملتقيات التوظيف.. فرص عمل حقيقية أم بيع للأوهام ؟!  أحلام مؤجلة..، وآمال لا تموت في عيون شباب سوريا أطباء "سامز" يباشرون خدماتهم لمرضى الأورام والداخلية "بدرعا الوطني" عودة جزئية لعمل مراكز خدمة المواطن بدرعا جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة