ثورة أون لاين: طرطوس- هيثم يحيى محمد
يبدو أن بضعة أسباب وعوامل بشرية وطبيعية كانت وراء الحالة المعنوية والمادية السيئة التي يمر بها فلاحو سهل عكار المنتجين لمادة البطاطا من العروة الربيعية بعكس مايفترض أن يعيشه الفلاح المنتج مع اقتراب نضوج إنتاجه أومع بدء تسويق هذا الإنتاج الذي تعب كثيراً للوصول إليه
ولعل أبرز هذه الأسباب والعوامل مايتعلق بالجانب الحكومي بدءًا من القرارات والإجراءات التي تساهم في زيادة تكاليف مستلزمات الإنتاج من بذار-وصل سعر الطن إلى مليون ومئتان ألف ليرة- وسماد وأدوية وغيرها…حيث تصل تكلفة الكيلو غرام الواحد حسب مديرية الزراعة والجهات ذات العلاقة لنحو مئتي ليرة ,مروراً بغض الطرف عن دخول كميات من البطاطا المصرية تهريباً إلى الأسواق مع بداية الإنتاج,وليس انتهاء بالسماح لأحد التجار بإستيراد كمية خمسة ألاف طن ووصولها إلى السوق بعد بضعة أيام على تسويق انتاجهم.
أما العوامل الأخرى المكملة للعوامل البشرية فتتعلق بالطبيعة وكوارثها حيث تعرض هذا الموسم لأمطار غزيرة ومتواصلة لمدة تزيد عن خمسة عشر يوماً ماأدى إلى إنجراف التربة في الكثير من الأراضي المزروعة جراء السيول وفيضانات الأنهار المجاورة كما أكد ل(الثورة)العديد من الفلاحين والذين أشاروا أيضاً لأسباب أخرى ساهمت في عدم تحقيق المردود الإقتصادي لإنتاجهم كسوء الأدوية التي لم تتمكن من مكافحة (اللفحة)التي ضربت الإنتاج والسيطرة عليها لعدم فعالية الأدوية ماأثر سلباً على انتاج البطاطا من البذار الأجنبي التي وردته مؤسسة إكثار البذار وخفض إنتاج البذار المحلي كماً ونوعاً حيث أن حجم حبة البطاطا صغير ولا تزيد عن 100 إلى مئتي غرام وبالتالي يؤكد المنتجون أن موسمهم هذا سيكون خاسراً لهم سيما وأن أسعار المبيع في أسواق الهال هبطت كثيراً بعد يومين أو ثلاثة لبدء التسويق ووصلت لنحو مئتين إلى مئتين وخمسين يوم أمس ويخشى أن تستمر في الهبوط كلما زاد العرض ومع تسويق الكمية المستوردة ماسيؤدي إلى إلحاق الخسارة الجسيمة
اتحاد الفلاحين
ويقول مضر أسعد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس رداً على تساؤلات (الثورة)أن اتحاد طرطوس والمكتب التنفيذي للإتحاد العام وإتحاد غرف الزراعة لم يدخروا جهداً في الوقوف إلى جانب الفلاحين المنتجين سواء لحهة المطالبة على الدوام بتخفيض تكاليف الإنتاج أو بعد الموافقة على استيراد البطاطا المصرية قبل نحو الأسبوعين من بدء إنتاج الموسم الحالي ..مضيفاً أن الإتحاد وبتكليف من المحافظة باشر من خلال جمعياته بتسويق مايمكن تسويقه من المنتجين مباشرة إلى المستهلكين في المدينة والريف وبأسعار تناسب الجهتين لكن مانخشاه هو أن زيادة عرض المادة مع زيادة الإنتاج ونزول الكمية التي سمح بإستيرادها للسوق سيؤديان إلى إلحاق الخسارة بالمنتجين وبالطبع هذا على المدى الطويل لايخدم الإنتاج والمنتجين ولا المستهلكين
من جهته يؤكّد راتب ابراهيم عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة أن تجربة التسويق المباشر من المنتجين للمستهلكين تجربة ناجحة جدا وهي تؤمن وصول البطاطا وكافة الخضار إلى المستهلك مباشرة بدون وسيط مما يحقق الوفر الكبير على المواطنين وخاصة في ظل الشكاوى المتعددة من استغلال بعض ضعاف النفوس الذين يتعمدون البيع بسعر زائد عن السعر التمويني
وأضاف هذه التجربة تتوسع يوميا لتصل إلى كل القطاعات والقرى ضمن المحافظة
وهي مستمرة طالما أنها تحقق الوفر واليسر على المواطنين
وعن السعرللمنتج أوضح أنه متعلق بالعرض والطلب ومدى توفر المادة وأحيانا يكون أقل من السعر التمويني
وخاصة لمادة البطاطا التي تشهد انخفاضاً يومياً كوننا في موسم الإنتاج ويوميا يزداد العرض
وعندما سألناه عن رأيه بالقول أن وصول خمسة الاف طن للسورية من مصر ستكون له انعكاسات سلبية على المنتجين وايجابية على المستهلكين أجاب نعم
سيؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ لكن نتمنى ألا ينعكس سلبا على المزارعين لأنهم شريحة كبيرة ومهمة