ثورة أون لاين – جهاد الزعبي:
تعززت مبادرة الأسواق الشعبية بدرعا بعد دعمها وتبنيها رسمياً لكسر حلقة احتكار التجار للسلع المتنوعة والخضار وتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة ..
ولكن وخلال متابعة ( الثورة ) لواقع تلك الأسواق ومدى جدواها من حيث الأسعار… وهل اللذين يبيعون فيها هم مزارعين أم باعة مفرق ؟؟..
تبين من خلال المشاهدات أن معظم الباعة هم باعة بسطات وليسوا مزارعين منتجين، ويقومون بشراء الخضار من المزارعين مباشرة أو من أسواق الهال بالجملة ويعرضونها على بسطات السوق الشعبي بأسعار أقل من أسعار المحال التجارية بنحو ٢٥ % وهو أمر جيد وخفف كثيراً من جشع التجار ..وبسؤال بعض المزارعين المنتجين للخضار بدرعا قالوا لنا أن عمليات البيع بالكيلو في الأسواق الشعبية ليست في صالحهم لأنهم يقضون نهارهم بالبيع بالتجزئة وهذا الأمر يحتاج إلى تفريغ شخصين لكل بسطة وهو ليس في صالحهم ..وأشار محمد الباير وعلي الناصر المنتجين للخضار أن مصلحتهم تتمثل ببيع المحصول دفعة واحدة بسوق الهال أو لتاجر محدد والعودة للحقل لمتابعة الأعمال الزراعية …
وبين بعض المزارعين أن خبرتهم بالتجارة وبيع الخضار بالمفرق ليست جيدة وهم متعودون منذ زمن على توريد الخضار إلى أسواق الهال أو بيعها لتجار نصف جملة أومفرق بالحقل مباشرة …مشيرين أن الرابح الكبير من سلسلة الإنتاج والبيع هو تاجر الكمسيون وبائع المفرق ..
ومن هنا نلاحظ أن تلك الأسواق لا يبيع فيها المزارعين المنتجين للخضار إلا قلة قليلة جداً ..والسبب كما أوضح بعض المزارعين أن عمليات شحن الإنتاج إلى أماكن الأسواق الشعبية في القرى والمدن وتخصيص شخصين وبسطة للبيع أمر مكلف لهم ..
المواطنون هيثم سليمان و علي سعيد وردينة ناصر أكدوا أن مبادرة إحياء الأسواق الشعبية ودعمها رسمياً أمر ممتاز وهي كانت منتشرة وشائعة بدرعا قبل الأزمة وهي تعتبر قبلة الدراويش وأصحاب الدخل المحدود، ولكنها حالياً بحاجة للدعم أكثر، ويجب أن تكون في أماكن مناسبة لجميع أحياء المدينة، وأن تكون بناها التحتية متكاملة من خدمات صرف صحي وحمامات وعمال نظافة ومستودعات للمحال لحفظ الخضار والسلع التي لم يتم بيعها بذات اليوم لأن عملية إعادة شحن البضاعة من وإلى السوق يومياً مكلفة للمزارع والبائع ..
أما بخصوص الأسعار فقد تتراجعت بشكل لابأس به وخاصة للخضار التي يتم إنتاجها بدرعا حالياً، مثل الخيار فقد أصبح يباع مابين ٢٠٠- ٢٥٠ ليرة والكوسا ب ٢٥٠ لبرة والبطاطا تراجعت إلى ٣٥٠ ليرة والخس ب ٢٥ ليرة والفول ب ١٧٥ ليرة والبازلاء ٣٠٠ ليرة والبصل ب ١٧٥ ليرة، والثوم الأخضر بدأ يتحسن ليصل إلى ١٠٠٠ ليرة مع زيادة الطلب عليه للمؤونة اما الفواكه القادمة من محافظات أخرى فهي مازالت محلقة بالعلالي ..
وبذات السياق أكد رئيس دائرة حماية المستهلك بدرعا المهندس بسام الحافظ أن عناصر الرقابة التموينية سطروا خلال يوم أمس الاحد ٢٣ ضبطاً بحق المخالفين ..مطالباً الباعة والتجار أن يبتعدوا عن الجشع في البيع لأن عين الرقابة لن تغفل عنهم …منوهاً أن هناك تراجعاً مقبولاً بأسعار بعض الخضار المنتجة بالمحافظة ..
هذا هو حال الأسواق الشعبية بدرعا هي اسواق موجودة فعلياً منذ زمن مثل سوق درعا و نوى وأبطع وغيرها ولكنها بحاجة للدعم والتنظيم أكثر وأن تكون ذات استمرارية ودائمة وبإشراف الجمعيات التعاونية الفلاحية والبلديات.