ثورة أون لاين- باسل معلا:
الأمور في خواتيمها… عبارة معروفة ما زالت تردّد بشكل دائم، وهي تحمّل في طياتها حكمة صريحة وواضحة ووفق مبدأ القياس فإن أي تجربة من غير الممكن الحكم عليها إلا بانتظار النتائج…
اليوم الكثير ينتظر نتائج تجربة الأسواق الشعبية التي أطلقت منذ فترة والمعوّل عليها لكسر وتجاوز حلقات الوساطة التجارية التي ما زالت تؤثّر على الأسعار سلباً وحتى اللحظة فإن الواقع مطمئن ولعلّه الأمر الذي جعل البعض يحاول اللحاق بركب التجربة فقد لمسنا مؤخراً دخول غرف الصناعة والتجارة على خط الأسواق الشعبية وأعتقد أنه وحتى اللحظة يمكن تقييم هذا التدخل أنه إيجابي وسليم النية…
هذا التدخل له أسبقية تمثّلت في مهرجانات صنع في سورية التي انطلقت منذ السنوات الأولى للحرب على سورية وقد حقّقت نجاحاً ساهم في تعميمها على مختلف المحافظات السورية، هذه المهرجانات كانت تسعى لتحقيق مصالح مشتركة للمستهلكين والتجار وهو أمر مبرر ومنطقي…
غرف الصناعة التي أطلقت ورعت هذه المهرجانات تسعى اليوم لدخول تجربة الأسواق الشعبية وهي تدعي أن ذلك جاء بتكليف من الحكومة والجهات التابعة لها حيث بدأت الأسواق الشعبية تشهد حالة لبيع المنتحات الصناعية السورية بنفس الآلية والمنطق وبما يتماشى مع جوهر وهدف الأسواق الشعبية المتمثّل في كسر حلقات الوساطة وتحقيق المصلحة المشتركة لجميع أطراف المعادلة من منتج ومستهلك وبما يخفّف من أعباء الدعم الاجتماعي..
يجب أن ننظر إلى هذه المشاركة برويّة وحذر علماً أنه حتى اللحظة لا يوجد مانع من تحقيق المزيد من المصالح المشتركة ولكن دون أن يكون هناك أثر سلبي لهدف وجوهر التجربة فعلينا أن نتريّث لنرى النتائج والخواتيم ففي حال كانت إيجابية فهو خير أما إذا تأثّرت التجربة وتعرّضت للتشويش فعندها يتوجّب أن يوضع حدّ لمشاركة غرف الصناعة والتجارة ليتم الاعتذار من هؤلاء فالأولوية في حالتنا هذه تتمثّل في كسر حلقات الوساطة بالنسبة للمنتجات الزراعية وإيصالها للمستهلك بشكل مباشر من المنتج وهو الفلاح للمستهلك وكما ذكرت فالأمور بخواتيمها…