كورونا و العنصرية.. هل تطيحان بأحلام ترامب بولاية ثانية؟

كورونا و العنصرية.. هل تطيحان بأحلام ترامب بولاية ثانية؟

 

ثورة أون لاين – فؤاد الوادي:   

لم يسبق لرئيس أميركي أن أغرق نفسه بهذا الكم الهائل من الحماقات والأخطاء، كما فعل ترامب بنفسه منذ توليه رئاسة بلاده قبل نحو أربعة سنوات كانت حافلة بالإخفاقات والصراعات والخلافات والإشكاليات والمفارقات.
ترامب لم يستهل ولايته بفتح باب التصعيد مع خصومه وأعدائه فحسب، بل بدأ ولايته أيضاً ولعاب الابتزاز والاستغلال يسيل من استراتيجيته الداخلية والخارجية، ومع أقرب حلفائه وشركائه طمعاً بنهب وجلب ما تبقى لديهم من ثروات وأموال.
تهور ترامب وبلاهته المفرطة انكشفت بشكل كامل عندما اجتاح وباء كورونا العالم، حيث أظهرت تصريحاته ومواقفه في مرحلة ما قبل انتشار الفايروس في الولايات المتحدة أنه خارج سياق الواقع والمسؤولية، وأنه منفصل بشكل كلي عما يجري حول العالم، وهذا الانفصال لم يكن سياسيا بقدر ما كان مرضيا ونفسيا أيضاً، وهذا ما تأكد لاحقاً عندما اجتاح الفايروس أميركا مخلفاً وراءه عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف المصابين.
جريمة مينيابوليس العنصرية وضعت آمال ترامب الانتخابية بالترشح لولاية رئاسية ثانية في قلب عاصفة دخانية على إثر سياساته اللا إنسانية واللا أخلاقية مع الحدث برمته، ليؤكد تجذر ورسوخ سياسة العنف والإرهاب والتمييز العنصري في العقل السياسي الأميركي.
ترامب هدد بسحق المتظاهرين ( السود) واستخدم المروحيات العسكرية ـ طائرات هيلوكبتر من طراز بلاك هوك ولاكوتا التابعة للجيش الأمريكي – لتفريق التظاهرات، كما أمر سيارات الشرطة والأمن الفيدرالي بدهس المحتجين ،وهذه جريمة قتل جماعية وبأمر من الرئيس الأميركي.
ولم يكتف بهذا القدر من العنف والانتهاكات لحقوق الإنسان والحريات التي تتباهى بلاده برفعها، بل قام باعتقال عشرات الإعلاميين والطواقم الصحفية ما يمثل انتهاكا لحرية الإعلام والكلمة، وهذا الأمر في منتهى الخطورة لأنه يوجه ضربة قوية للإدارة الأميركية التي كانت تطمح لاستمالة وسائل الإعلام خلال حملة ترامب الانتخابية.
ترامب يواصل تهديداته للأميركيين باستخدام القوة القصوى ضد المحتجين المشاركين في المظاهرات متوعدا بأنه سينهي الاحتجاجات وسيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح لقمع الاحتجاجات في الولايات الأميركية، كذلك قام ترامب بفرض حظر التجول في عشرات المدن الأمريكية وبمستويات لم تشهدها البلاد منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968، ونشر الحرس الوطني في 23 ولاية، وقام باعتقال أكثر من أربعة آلاف شخص منذ الـ 26 من الشهر الماضي أي بعد يوم من قتل فلويد.
الفشل في التصدي لجائحة كورونا، والإخفاق في التعاطي مع تداعيات جريمة قتل فلويد العنصرية، لم يهوي بآمال ترامب الانتخابية بالوصول إلى سدة الحكم مرة ثانية في وقت يتصيد فيه منافسه بايدن بهذا المستنقع القذر، بل إن هذين الحدثين ذهبا بأميركا أبعد من ذلك بكثير، عندما أظهرا أن الولايات المتحدة كإمبراطورية عظمى باتت في خطر جسيم يفوق خطر كورونا بآلاف المرات، وهو خطر وباء العنصرية والتمييز العرقي الذي أثبتت جريمة قتل فلويد أنه ما يزال يفتك بأميركا منذ قرون طويلة، وأن هذا الوباء لا يزال جاثماً على العقل السياسي لمعظم السياسيين وأصحاب القرار الأميركي، وهذا يؤكد ما قلناه مرارا وتكراراً من أن الولايات المتحدة التي قامت على الجماجم وجرائم الإبادة والعنصرية والإرهاب المصدر إلى أنحاء العالم ، قد دخلت في مرحلة الاحتضار، وهذه حقيقة يتوجب على الجميع رؤيتها والتعاطي معها بجدية ومسؤولية برغم تداعياتها الكارثية على العالم، انطلاقا من النظرية التي تقول (إن الدول العظمى لا تحتضر على فراشها، بل على فراش الآخرين)، وربما هذا الأمر تحديداً يفسر انتشار الإرهاب الأميركي في مختلف أصقاع الأرض كمقدمة للانهيار والاحتضار.

آخر الأخبار
الاختبار الأصعب (للانا).. الطريق إلى كأس العرب يمرُّ من جنوب السودان الملكي ينتظر السيدة العجوز في كلاسيكو أوروبا كأس الدرع السلوية.. فوز ثانٍ للشبيبة وأول للأهلي مونديال الناشئات.. تألق إيطاليا وكوريا الشمالية والولايات المتحدة  إيطاليا تخسر خدمات سينر في كأس ديفيس يامال يصل لإنجاز جديد مع برشلونة السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار